, موقع طلبات الزواج , تعارف الجزائريين , طلبات الزواج للجزائريين , أرقام هواتف , اميلات بنات ,صور الحب , , ازياء و اناقة , نتائج التعليم , وظائف , زواج و تعارف ,مسلسلات تركية , رومانسية, الثقافة الجنسية ,طلبات الزواج للعرب
موضوع: دروس للشيخ عبد العزيز بن باز //52// السبت 19 أكتوبر 2013 - 15:26
دروس للشيخ عبد العزيز بن باز المؤلف : عبد العزيز بن عبد الله بن باز (المتوفى : 1420هـ) من أخلاق العلماء: خشية الله رأس العلم خشية الله عزَّ وجلَّ، فإن من خشية الله أن يؤدي العالم ما يجب عليه، وكلما كانت خشيته لله أكمل صار إخلاصه أعظم، وصار أداؤه للأمانة أكمل، يقول عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] أي: العلماء بالله، العارفين به، المعظمين لحرماته، البصيرين بكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فهم أفضل الناس خشية، وأكثرهم تعظيماً لله، وأقومهم بحقه بعد الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فالحصر هنا للكمال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] ، أي: الخشية الكاملة، وإلا فمعلوم أن كل مؤمن وكل مسلم يخشى الله، وإن تفاوتت المراتب؛ لكن كل مسلم يخشى الله، ولهذا أسلم لله، وقام بما قام به من حق الله. وكلما كان المؤمن أخشى لله وأعظم خوفاً منه؛ صار قيامه بالواجب أكثر؛ ولكن العلماء بالله، المتبصرون في دينه، الفقهاء في شريعته، هم أفضل وأعظم الناس خشية، ولهذا قال عزَّ وجلَّ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:28] ، أي: إنما يخشاه خشية كاملة العلماءُ به سبحانه وتعالى، القائمون بحقه، الفقهاء في دينه، المتبصرون في شرعه. وعلى حسب خشية العالم لله، وعلى حسب بصيرته، وعلى حسب استحضاره ما يجب عليه من أداء الأمانة؛ يكون توجهه للعلم وطلبه وازدياده من العلم، وعمله بالعلم في نفسه وفي غيره. فمن أخلاق العلماء البارزة العظيمة: الخشية لله سبحانه وتعالى، والتعظيم لحرماته، والنصح له ولعباده، تأسياً بالرسل عليهم الصلاة والسلام، وسيراً على منهاجهم العظيم، وأكثر الرسل وأعظمهم خشية وبلاغاً ونصحاً هو رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام، فهو إمامهم وسيدهم عليهم الصلاة والسلام جميعاً. وأكثر الناس خشية بعده، وأكملهم إمامة أكملهم في الاقتداء به، ومحبته، والسير على منهاجه، وهم صحابته رضي الله عنهم وأرضاهم، فهم خير الناس بعد الأنبياء، وهم أكمل الناس في خشية الله، والإخلاص له، والصدق في أداء حقه، وفي أداء الأمانة، وفي تبليغ ما علموه من الرسالة، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون، وأفضلهم وإمامهم: أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وعنهم، ثم الفاروق، ثم ذو النورين عثمان، ثم علي رضي الله عنه أبو الحسن، ثم بقية الصحابة على مراتبهم، هم أفضل الناس خشية لله، وأعظمهم قياماً بحقه بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم التابعون وأتباع التابعين على مراتبهم، وهؤلاء العلماء بعدهم، كل على ما منحه الله من العلم والبصيرة، وقوة في الحق، وأداء الأمانة. وكلما عظم الإخلاص والخشية لله عزَّ وجلَّ؛ انتشر العلم والعمل، وازداد الصبر والثبات، وعظُم الأثر في الناس.
من أخلاق العلماء: الإكثار من طلب العلم ومن أخلاق أهل العلم: عنايتهم للزيادة من العلم، وعدم اقتناعهم بالقليل فهم لا يزالون أبداً يطلبون العلم حتى الموت، كما قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه:114] ، فهم يطلبون الزيادة ويسألون الله الزيادة، ويبذلون كل ما يستطيعون في طلب المزيد من العلم من المذاكرة، ومراجعة الكتب، وسؤال أهل العلم، وحضور حلقات العلم، والرحلة في طلب العلم، ولو إلى بلادٍ بعيدة، كما رحل موسى عليه الصلاة والسلام إلى الخضر لطلب المزيد من العلم، وكما رحل جمع من الصحابة إلى مصر والشام وغيرها لطلب العلم. ومن أخلاق أهل العلم: الرحلة في طلب العلم، والجد في طلب العلم وطلب المزيد قولاً وعملاً، فهم يسألون الله المزيد ويعملون في طلب المزيد، من العناية بكتاب الله عزَّ وجلَّ تلاوة وتدبراً وحفظاً وتعقلاً، ومراجعةً لكتب التفسير، ومذاكرةً في ذلك، وهكذا في الحديث النبوي، وأصول الفقه، وأصول المصطلح وهكذا في غير ذلك، هم دائماً وأبداً يطلبون المزيد، ويعملون المزيد من طلب العلم، لعلمهم وشعورهم بشدة الحاجة إلى ذلك، والله سبحانه يقول: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الإسراء:85] ، فمهما طلب العلم ومهما اجتهد ومهما حرص، فهو لم يؤتَ إلا القليل، وعلم الله أوسع وأكثر. هكذا ينبغي لطالب العلم، وهكذا ينبغي للعالم المسئول، أن يكون حريصاً على طلب العلم، مع الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وعن طريق المذاكرة مع أهل العلم الذين يُرجى أن يكون عندهم من الفائدة ما لا يستغني عنها الشخص.
من أخلاق العلماء: التواضع ومن أخلاقهم العظيمة: التواضع، وعدم التكبر؛ تأسياً بإمامهم وسيدهم محمد عليه الصلاة والسلام، فالعلماء هم أكثر الناس تواضعاً، اقتداءً بإمام المتقين وسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، فقد كان صلى الله عليه وسلم أكمل المتواضعين، وكان لا يستأنف ولا يستنكف أن يمشي مع الأرملة والمسكين حتى يقضي له حاجته، عليه الصلاة والسلام. وهكذا أهل العلم يتواضعون في طلب العلم، وإبلاغ العلم، وفي قضاء الحاجة للمسلمين، وبذلك نالوا المراتب العالية، والدرجات الرفيعة. يقول مجاهد رحمه الله وهو تابعي جليل: [لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر] ، ذكره البخاري رحمه الله تعليقاً وتبويباً، وقد صدق في ذلك. فجدير بالعالم وطالب العلم أن يكون هكذا حريصاً على طلب العلم، متواضعاً في ذلك، لا يمنعه الحياء من أن يتفقه في الدين، ولهذا قالت أم سليم رضي الله عنها في الحديث الصحيح: (يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا هي رأت الماء) ، فقدَّمت هذه المقدمة قبل سؤالها: (إن الله لا يستحيي من الحق -ثم سألت- فقالت: يا رسول الله! هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا هي رأت الماء) ، أي: المني، وهكذا الرجل إذا رأى الماء في نومه، ليلاً أو نهاراً، وهكذا إذا خرج المني عن شهوة في غير النوم، مثل: التكفير، أو النظر، أو الملامسة، فعليه الغسل أيضاً. والمقصود من هذا أن الحياء لا ينبغي أن يَمنع من العلم، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها عند سماعها كلام أم سليم: [نِعْم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين] . فلا ينبغي أبداً لمؤمن ولا لمؤمنة أن يمنعهما الحياء من التفقه في الدين، والسؤال عما أشكل، عن طريق الكتابة، أو الهاتف، أو أي طريق.
من أخلاق العلماء: العمل بالعلم ومن أخلاق العلماء العظيمة: العمل بالعلم إذ المقصود من العلم هو العمل، وإلا صار حجة على صاحبه، وصار وبالاً وحجة عليه يوم القيامة، وليس بعالم من لم يعمل، فالعلم الحقيقي هو العمل, ولهذا فإن من أعظم أخلاق أهل العلم العمل بالعلم، وأن تُرى عليه آثاره؛ في كلامه، وفي أفعاله، وفي مدخله ومخرجه، وفي سفره وإقامته، وفي سائر أحواله. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه (كان يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصِّر الخطبة، ولا يستنكف أن يمشي مع الفقير والمسكين والأرملة حتى يقضي حاجته) ، خرَّجه النسائي بإسناد صحيح. هكذا العالم ينبغي أن يكون عاملاً بعلمه، متواضعاً، حافظاً وقته، كثير الذكر لله عزَّ وجلَّ، قليل الكلام اللاغي، يحفظ وقته من أي كلام لا فائدة فيه، ويجتهد في تطبيق ما علمه من شرع الله من أداء الفرائض، وترك المحارم، والوقوف عند حدود الله عزَّ وجلَّ، وهكذا العالم وطالب العلم الصادق، يحمله علمه وطلبه للعلم على المبادرة والمسارعة والعناية الكاملة بالعمل. ولما تخلف اليهود عن العمل غضب الله عليهم، وفضحهم، بسبب علمهم وعدم عملهم {فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة:90] نعوذ بالله! ونزه الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن صفات اليهود وعن صفات النصارى، فإن اليهود مغضوب عليهم لعدم عملهم بالعلم، ولإيثارهم العاجلة على الآخرة، فباعوا الآخرة بالدنيا، وآثروا الدنيا على الآخرة، وكتموا العلم، فباءوا بغضب على غضب، ولعنهم الله، وفضحهم في كتابه العظيم، والنصارى غلب عليهم الجهل والضلال، وأبوا البصيرة، فوصفهم بالضلالة في قوله في جلَّ وعَلا: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:6] ؛ وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالون) . ونزه الله نبيه عن هذين الوصفين، فقال عزَّ وجلَّ: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم:1-2] ، صاحبنا هو محمد عليه الصلاة والسلام {مَا ضَلَّ) [النجم:2] ؛ لأنه على علم، وعلى هدىً، ليس بِجاهل، بل هو على علم وهدىً من ربه عزَّ وجلَّ {وَمَا غَوَى} [النجم:2] أي: ما خالف ما عنده من العلم، بل علم وعمل. فهو مهتدٍ ليس بضال ولا غاوٍ، عامل بعلمه، قائم بحق الله عليه، داعٍ إلى ذلك عليه الصلاة والسلام، فلهذا قال سبحانه: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم:2] . فمن غلب عليه الجهل فهو ضال، ومن خالف العلم فهو الغاوي، قال سبحانه وتعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} [الشعراء:91] ، الذين لم يعملوا بالعلم، بل خالفوا معالمه، وآثروا الدنيا على الآخرة، وقدموا شهواتهم وحظوظهم العاجلة على طاعة الله ورسوله. فالواجب على العالم أن يُعنى بالعلم، عملاً وسيرةً في جميع الأحوال، حتى تظهر آثار علمه عليه في أحواله كلها. وعلى طالب العلم أن يتأسى بأهل العلم في ذلك، فيعمل بما علم، ويجتهد في تطبيق أقواله وأعماله وسيرته على ما علم؛ لأنه الآن طالب، وغداً عالم مسئول بين يدي الله.
من أخلاق العلماء: الدعوة إلى الله ومن أخلاق العلماء العظيمة: التعليم والدعوة إلى الله لأن هذا من العمل، فهم يتقون الله في أنفسهم، ويؤدون فرائضه، ويحذرون محارمه، ويقفون عند حدوده، ومع ذلك أيضاً يبذلون المستطاع لتعليم الناس ودعوتهم إلى الخير، وإرشادهم إلى ذلك، هذا مقتضى العلم، وهذا هو مقام الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإنهم علموا وعملوا ودعوا إلى الله. فالعلماء هكذا، يجب عليهم جلب العلم عن إخلاص، وصدق، وصبر، سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً. فالعالم والعالمة، والفقيه والفقيهة، والمدرِّس والمدرِّسة، كلهم عليه واجب، من الدعوة إلى الله، والتعليم، والإرشاد، والصبر على ذلك، وبذلك يظهر العلم وينتشر. وإذا كتم العالم علمه لن يُنتفع به, وصار منبوذاً عند الله وعند عباده. فالواجب إبراز العلم وإظهاره ونشره بين الناس، على حسب القدرة والحاجة. يقول عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33] ، لا أحسن قولاً من هؤلاء، وهم الرسل وأتباعهم. ويقول سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108] ، فأتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام هم الدعاة إلى الله على بصيرة، هم معلمون ومرشدون وموجهون، هم أتباع الرسل على الحقيقة، علموا وعملوا ودعوا إلى الله عزَّ وجلَّ، وبصَّروا الناس. وكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس وذكَّرهم غالباً يقول لهم عليه الصلاة والسلام: (فليبلغ الشاهد الغائب، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع) ، هكذا ينبغي، فالعالم ينشر العلم، ويحث الناس على نشره أيضاً وتبليغه للناس. يقول جلَّ وعَلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:159-160] ، ذكر الوعيد العظيم لمن كتم الحق؛ لأنه ملعون من جهة الله، ومن جهة خلقه، ثم قال: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} [البقرة:160] ، هؤلاء هم الذين يسلَمون مما وعد الله به من كتم العلم، بتوبته وإصلاحه وبيانه، فلا بد من توبة صادقة، ولا بد من إصلاح في العمل، ولا بد من بيان وعدم كتمان. فمن أخلاق العلماء: البيان، والإرشاد، والإيضاح، والهداية للناس {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:108] ، فعليهم أن يتبصروا، وعليهم أن يعلموا ويرشدوا ويبلغوا، فهذا من أعمالهم ومن أخلاقهم العظيمة الواجبة. وقال سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125] ، فالحكمة هي العلم، "قال الله، وقال رسوله" بيان ما أوجب الله على عباده، وما حرم عليهم، وما شرعه لهم بالأدلة. وهكذا بالموعظة الحسنة؛ لأن الناس قد يكون عندهم تثاقل وغفلة وإعراض وتكاسل، فالموعظة الحسنة تحركهم وتشجعهم وتعينهم على أداء الواجب، فالترغيب والترهيب له أثر عظيم في قلوب الناس، وهذا هو الموعظة الحسنة، قد يكون عند بعضهم شُبَه يجادل عنها، ويبديها وينشرها، فهذا يجادَل بالتي هي أحسن، بكشف الشبهة، وإيجاد اللبس، وإيضاح الحق، بالدلائل الواضحة، والجدال الهادف الرفيق، الذي ليس فيه عنف ولا شدة، بل بالتي هي أحسن، كما قال الله سبحانه: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت:46] ، فنهى عن جدال أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، وهم كفرة، وهم اليهود والنصارى، فكيف بجدال أهل الإيمان؟! من باب أولى يكون بالتي هي أحسن، إلا الظالمين، فمن ظلم فله شأن آخر. فعلى العالم أن ينشر علمه، ويبلغه للناس عن بصيرة وعن علم، عمَّا قاله الله ورسوله، لا عن جهل، فلا يتقول على الله بغير علم، فالقول على الله بغير علم من أكبر الكبائر، ومن أعظم المصائب، كما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33] ، فجعل القول عليه بغير علم فوق هذه المراتب، فوق الشرك، فدل ذلك على عِظَم الخطر في القول عليه بغير علم، وعِظَم الجريمة. فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا عن علم، وأن يبلغوا عن علم، لا عن جهل. وأخبر سبحانه في آيات أخرى أن الشيطان يأمر الناس بأن يقولوا على الله غير الحق، فالقول على الله بغير علم عصيان له سبحانه وطاعة للشيطان، كما قال عزَّ وجلَّ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:168-169] . فأخبر سبحانه أن القول عليه بغير علم مما يأمر به الشيطان ويدعو إليه. فوجب على أهل العلم أن يحذروا ذلك، وأن تكون دعوتهم عن علم وبصيرة.