في دراسة أجراها باحثون العام الماضي في جامعة تكساس ونشروها في أرشيف السلوك الجنسي توصلوا الى أن الدافع الذاتي أو النظرة الذاتية كان واحدًا من بين 237 سببًا لممارسة الجنس، وهذا الأمر لم يكن مفاجئًا لـجوليا كول مؤلفة كيف يكون لك الجنس رائع لِما بقي من حياتك، حيث أكدت إن الحياة الجنسية الصحية مع الشريك تثير الدهشة في نظرة المرء لذاته، وتقول أيضًا، إن الجسم يفرز الأندروفين بعد الممارسة الجنسية، وهي مادة تبعث الشعور بالسعادة وتحسّن المزاج. إذا كانت حياتك الجنسية غير سعيدة فستنعكس على حالتك النفسية، ولكن إذا كان الجنس جيد فمن المعتقد أنه يحسن صورة الذات ويقل القلق وتقل نسبة حصول الأمراض النفسية والإكتئاب وحتى محاولات الإنتحار.
وفي دراسة أجريت عام 2004 على أربعة رجال، ظهر أن العلاقة بين ال‘كتفاء الجنسي وإزدياد عدد الممارسات الجنسية وفي الوقت نفسه عكسيًا مع الإكتئاب.

أثناء الأوركازم (النشوة الجنسية) يفرز الجسم هورمون الأوكسيتوسين والذي بإمكانه أن يؤثر على النوم فالجنس يسبب الإرتخاء ويساعد على محاربة الأرق، هذا ما أكده د. ديفلن المختص بطب الجنس ، فالكثير من الناس يمارسون الجنس كوسيلة للتخلص من الأرق وهذا الأستنتاج تم التوصل إليه في بحث اجري عام 2000 حيث وجد 32% من أصل 1866 أنثى أنهن يلجأن الى الإستمناء لمساعدتهن على النوم.
ومن الفوائد الصحية للجنس هو التعامل الإيجابي مع التوتر، وهذا ما تم كشفه في دراسة نشرت في مجلة "علم النفس البايولوجي" حيث قام 24 أمرأة و22 رجلاً بتقديم تقرير عن نشاطهم الجنسي ، بعدها قام الباحثون بتعريضهم لمواقف تسبب التوتر كالخطابة أمام الجمهور والقيام بحسابات رياضية شفوية فتبين أن الأشخاص الذين لديهم إتصال جنسي هم أفضل من الممتنعين عنه.
وحسب كول فإن اللمسة الحنينة لها تأثير ناعم ، فالعديد من البحوث أثبتت إن اللمسة لها تأثير مهدئ على الأنسان خصوصاً من شخص يهمك ، ويُعتقد أن السبب في ذلك هو قلّة إفراز مادة الكورتزول(مادة تفرز أثناء التوتر).
مزاولتك الجنس لمرة أو مرتين بالأسبوع ترتبط بإرتفاع معدل الأجسام المضادة المسماة أمينوكلوبيولين التي تكسبك المناعة .علماء من جامعة ولكز الأميركية فحصوا مستوى الأمينوكلوبيولين لدى 112 طالبًا جامعيًا سبق وأعطوا معلومات عن نشاطهم الجنسي، فتبين أن مستواه أعلى لدى متعددي الممارسات عمّا هو عليه لدى ذوي الممارسات القليلة أو الذين لا يمارسون الجنس .

باولا هول معالجة نفسانية تعتقد أن وقع الجنس علينا بشكل عام يؤدي الى تقوية الجهاز المناعي ، كما تقول "نحن نعلم عندما يكون شعورك حسن تجاه ذاتك فإن بدنك سيقاتل الأمراض بطريقة أفضل، لذلك فكلما كنا أفضل من الناحية النفسية والعاطفية كلما كنا أفضل من الناحية الجسمية.

إن زيادة عدد مرات القذف من المحتمل أن يقلل من خطورة الأصابة بسرطان البروستات ،وحسب دراسة أسترالية نُشرت في المجلة البريطانية لطب المسالك البولية، وتشير الدراسة الى أن الباحثين وجدوا أن الرجال الذين تحصل لديهم خمسة قذفات أو أكثر بالأسبوع في فترة العشرينات من العمر تقل نسبة سرطان البروستات لديهم بمقدار الثلث ويقول د. ديلفن"هناك أدلة على أن ممارسة العادة السرية بشكل منتظم يقلل من إحتمال الإصابة بهذا السرطان"،مع ذلك فيقول"لاأحد يعرف بالضبط لماذا يحصل هذا ولكن يبدو أنه بقوة الحديد الصلب".

والبحوث تشير الى أن ممارسة الجنس المنتظمة يساعد المرأة على تجنب الأصابة بسرطان الثدي،هذا ما أظهرته دراسة أجريت عام 1989 على 146 أمرأة فرنسية.
ممارسة الجنس والحصول على النشوة هو مفتاح الألفة والمعاشرة وضمان الحصول على علاقة متينة طويلة الأمد والتي بدورها ترتبط مع طول الحياة في عدد من الدراسات، وهذا سببه أيضًا الأوكسيتوسين والذي يسمى أيضًا هورمون الأصرة حيث يُفرز عند المرأة أثناء الولادة فيبني الأصرة مع الطفل، حسب ما تقول د. كول،وكذلك يُفرز مع العلاقات طويلة الأمد وأثناء الأتصال الجنسي، وهذا أيضًا ما يُفسر سبب إستمرار العلاقة الجنسية بعد فترة الخصوبة.

وتظهر دراسة الأنحدار في العلاقة العامة بين أزواج طُلب منهم عدم الإتصال الجنسي لفترة طويلة ومن دون علاقة حميمية، وبهذا الصدد تقول د. كول " شئ مهم عندما أرى زوجين في حالة مصاعب وإشكالات يمتنعون عن الجنس وأحدهما يقول إن شريكه لم يعد يملك الجاذبية".
ويرتبط الجنس مع إختزال آلام أسفل الظهر والشقيقة وآلام المفاصل وكذلك متلازمة ما قبل الدورة، وكل ذلك راجع الى هورمون الأندروفين والذي يعدّ الهورمون الطبيعي القاتل للألم، وعزز د. ديلفن هذا بقوله " هناك أدلة على أن الجنس يسهّل الدورة ويقلل الألم أثنائها".
الأوكسيتوسين يرتبط بإزالة الألم، هذا ما أثبتته دراسة أجريت على 48 متطوعًا إستنشقوا الأوكسيتوسين فتناقص أحساسهم بوخز الأصابع الى النصف.

وفي دراستين أجريتا عام 2001 على النشوة الجنسية وعلاقتها بالشقيقة فتبين أن الألم يزول ويهدئ بالنشوة الجنسية في نصف عدد اللاتي أجريت عليهن الدراسات والبالغ 83 أمرأة.
إن النشاط الجنسي يستهلك السعرات الحرارية ويحرق الدهون(30دقيقة من الجنس تحرق 85 سعرة)ويقول د. ديلفن"الجنس يحرق السعرات مثله مثل النشاط المتوسط الناتج عن الأعمال المنزلية أو السباحة ".

إن ممارسة الرياضة تحسّن الصحة الجنسية، هذا ما أثبتته دراسة عام 1990 أجريت على 78 رجلاً جرت متابعتهم لمدة 9 أشهر فوجدت إن الأشخاص الذين يمارسون التمارين داخل القاعات وبشكل منتظم ومستمر قد أزدادت لديهم عدد مرات الجنس وكان الأداء بمستوى أفضل وازدادت اللذة أثناء الجنس.
في دراسة وهي الأكثر كلفة كانت لدراسة العلاقة بين الجنس والوفاة أجريت في كارفيلي،جنوب ويلز من عام 1979 ولغاية 1983مع متابعة لمدة عشرة سنوات تم متابعة 918 رجلاً خضعوا لفحوصات طبية حيث تم الإستفسار منهم عن عدد مرات الإستمتاع الجنسي، وبعد مرور عشر سنوات تبين أن أخطار الوفاة كانت أقل 50% من المجموعة التي تمارس الجنس بشكل متكرر(وهي مرتين أو أكثر اسبوعيًا) كذلك وجدت الدراسة أن التعادل بين العمر وبعض العوامل الأخرى يبقى لتعدد المرات في ممارسة الجنس مع أنخفاض نسبة حدوث أمراض القلب والجلطات.

تضيف باولا "هناك بحوث كثيرة حول ذوي العلاقات الحميمة يعمرون أطول" ، وتقول أيضًا " نعرف أن الأشخاص ذوي العلاقات القوية لديهم مؤشر جيد كونهم يعمرون أكثر، فللحياة الجنسية السليمة دور في ذلك"
جوووو العاشق.

رائع ومفيد