, موقع طلبات الزواج , تعارف الجزائريين , طلبات الزواج للجزائريين , أرقام هواتف , اميلات بنات ,صور الحب , , ازياء و اناقة , نتائج التعليم , وظائف , زواج و تعارف ,مسلسلات تركية , رومانسية, الثقافة الجنسية ,طلبات الزواج للعرب
موضوع: كيف ظلمنا السيرة النبوية !! الثلاثاء 27 نوفمبر 2012 - 15:39
كيف ظلمنا السيرة النبوية !!
هي منهج ومسار لكل إنسان ومخلوق من الأخيار والأبرار في كل الأوطان والأقطار.. فيها الشفاء من كل العلل وفيها الحلول بكل السبل .. لا تجد جانباً إلا غطته ولا مجالاً حياتياً إلا تناولته .. ولا بعدا نفسياً أو عضوياً إلا وتطرقت إليه وساهمت في إثراءه ..
وصف دقيق ..وتوازن عميق .. وإسناد لا يحتاج إلى تحقيق.. كانت سيرة الصادق المصدوق صاحب الصديق .. القائدة القدوة أبا القاسم نبينا ورسولنا وملهمنا وحبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام .
ولأن هذا الكنز أمام أعيننا استعجب واستغرب إغفال البعض لهذا القبس المضيء والذي سار نوره وانتشر في كل زمان ومكان .. بل كان المفتاح الذهبي الذي تغلغل في القلوب المظلمة وفتحها وأنار لها وبها الطريق وجعل الحياة تداعبها من جديد بعد أن عاشت غربة الجهل ووفاة المضمون وسبات الضمير ..
وأستغرب أكثر حينما نتناول السيرة النبوية الخالدة وكأننا لسنا معنيين بها .. وسردها كمجرد قصص وأحاديث عابرة لا تحتاج منا إلى توقف معها ولا دخول في تفاصيلها ولا استفادة منها في حياة أصبحت تحتاج إلى الكثير من الاحترافية في الأداء والتعامل والإنتاجية !!
كيف لا وإذا عرفنا أن الله أرسل لنا الأنبياء لينقلونا من مراتع الجهل والتخبط والانحدار والضياع الإنساني في الحياة إلى مجامع الرقي والحضارة والسمو والنهضة .
فالإنسان بلا دين كائن تعيس مسكون بالوهن والضعف والوساوس.. لا يعدوا كونه كالبيت الخرب تسكنه الأشباح ويهجره النور ويستبد به الظلام.
والفرد بلا قدوة يتعلم ويستفيد منه ويحاكيه في معاشه ومعيشته وتفاصيل حياته كالسفينة التي تاهت في المحيط وتركت لكِ تلاطم الأمواج في رحلتها إلى الهاوية .
بل أن القران الكريم دستور هذه الامة وصف النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بوصف أقوى عند العرب من القدوة وأفصح وأعم وهو الأسوة وهذه علامة لغوية هامة يقدرها أهل البيان والبلاغة والتفسير ولا تمر عليهم بلا توقف أو تأمل.
وعليه فإن استدراكي هنا حينما استخدمت وصف الظلم هو نابع من نظرتنا الأحادية للسيرة وتركيزنا على جزء من كل , حيث تحولت سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الشاملة الجامعة المانعة خصوصاً في المقررات الدراسة وبعض المناشط الدعوية والوعظية والعلمية والبرامج الإعلامية والفعاليات التربوية إلى سيرة للمعارك والحروب فقط والتي خاضها مع صحبه الكرام وآل بيته الأطهار عليهم جميعاً رضوان الله .. فتحول الحديث الدائم هنا عن قصص بدر واحد والخندق وحصار بني قينقاع والأحزاب وذات السلاسل وفتح مكة وغيرها من الملاحم الهامة والمشّرفة في تاريخ أعظم أمة جعلها الله خير تكتل بشري على هذا الكوكب يقود العالم ويرث الأرض ويعمرها في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة .
وعليه فكان السقوط في فخ التركيز على الجانب العسكري من السيرة فقط وهو غاية في الأهمية ولا شك .. وإغفال جوانب أخرى تنقلنا إلى النظرة الشمولية الطبيعية للسيرة العطرة التي من خلالها نبني المجتمع المسلم والمواطن الملهم بناء قوياً وايجابياً ذا أبعاد مستقرة ومتوازنة ومنتجة .
ولكن السؤال المحوري في هذا الباب هو أين نحن من السيرة الاجتماعية والأسرية والتربوية والحضارية والسياسية والإدارية والاقتصادية والمالية والشخصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام .
أين نحن من البعد النفسي والذكاء الاجتماعي والمهارات الحياتية والقناعات الايجابية الهامة والضرورية والحساسة التي كان يزرعها ويركز عليها بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام في مشروع بناء الدولة وصياغة المجتمع وإعداد الفرد وبناء الإنسان الذي يجب أن يكون الرقم الصعب على جميع المستويات .
أين نحن من مشروع إعداد القادة الذي تبناه وأعلنه في تنصب أسامة بن زيد قائد للجيش وهو ابن السبعة عشر عاماً يتبعه كبار الصحابة ويأتمرون بأمره بما فيهم الخلفاء المهدين الذي خلفوا الرسول على الصلاة والسلام ونحن ما نزال في أدبياتنا نؤمن انه يجب أن يقودنا الأكبر وليس الأكفأ والأصلح !! .
أين نحن مع هذه المدرسة الخالدة في التعامل مع زوجاته وحبه الخالد لهن , وتعامله البسيط مع أحفاده وملاعبته لهم كعاشق للطفولة رغم كل مشاغله ونزوله لعقلية الطفل والشباب والجاهل والأمي ومخاطبة كلأ بما يعي ويفهم , ولم تتوقف رسالته على الإنسان فقط بل وضعت للحيوان مقام وحقوق وللأشجار والبيئة محددات وضوابط نجهلها أكثر مما نعيها هذه الأيام .
أين نحن من حكمته في علاج أي حالته طوارئ تصيب بيت النبوة, أو أروقة المدينة أو علاقات الصحابة أو هجمات الأعداء وأطماعهم بالإضافة إلى مدرسته المتفردة في إدارة تجذبات السياسة ودهاء الحكم وحكمة القرار وبعد النظر فيه و قراءته الواعية للشخص الذي أمامه وإنزال الناس منازلهم .
كيف لم نتعلم منه فنون التفاوض وأسرار كسب القلوب وسحر الابتسامة التي لا تفارق محياه والرقة في العبارة وآداب الإنصات والرقي فى التعامل مع الآخرين والإحسان لهم وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم واحتواء المذنب والعاصي والمقصر وتوجيهه بحب وعاطفة صادقة بعيداً عن أي عنف أو قسوة أو تشفي أو استبداد والتي أصبح بعض هذه القيم السلبية عنوانا ملازماً للبعض من أتباعه في هذه الأيام فأين الخلل ؟
أين نحن من اهتمامه البالغ في قضية التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد والذي يكفل الاستمرار والديمومة لأي مشروع حيث وطد علاقاته مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حيث تزوج منهما , وعثمان وعلي رضي الله عنهما حيث زوجهما بناته , فتعمقت العلاقة ووضعت الأركان وأسست الأهداف والرؤيا واطمأن على حال الأمة من بعدة فالمشروع مستمر بجهود الأتباع الذين تحولوا إلى أعظم قادة التاريخ فلقد نهلوا السياسة والقيادة والإدارة من معينها ومنبعها ودمجوا القول بالعمل فنجحوا وتفوقوا فهل نتعلم معادلة النجاح ونطبقها .
أين نحن من فنون التحفيز والتشجيع والدعم المعنوي والذكاء العاطفي الذي زرعه في أصحابه وزوجاته وأتباعه فوزع الألقاب حيث الصديق والفاروق وحبر الأمة وترجمان القرأن وغسيل الملائكة و أمين الأمة وعائش والحميراء وسيف الله المسلول وذات النطاقين وريحانتا رسول الله الحسن والحسين وغيرهم كثير .
أين نحن من مدرسة السياسة والعلاقات الدولية والمحلية التي قادها حيث الاحتواء والدبلوماسية والدعوة بالتي أحسن , والحزم والإقدام والفصل في القضايا حينما يستلزم الأمر ذلك .
أين نحن من السيرة الخالدة في التسامح والعفو و تغلب مصلحة الجماعة على الفرد وتقليل حظوظ النفس والتواضع وحمل هم الأمة ونهضتها وعزتها والبعد عن الحياة الأنانية التي لا تعكس إلا سوء خلق و تربية وفراغ في العقل وضيق في الافق .
كيف كان أسلوبه الفريد لحل المشكلات وتصحيح الأوضاع ووضع الخيارات وترتيب الاولويات وإدارة الوقت وتقدير قيمة الحياة والبعد عن سفاسف الأشياء وتوافه الأمور والتي يغرق فيها جزء لا بأس به من أمتنا وأهلينا هذه الأيام فأصبح بعضنا يتففن في قتل الوقت ولا يستثمره ويعيش حياةً روتينية قاتلة بلا طعم أو رائحة أو معنى أو هدف غارقأ في القشور هاربأ من اللب ذو الدر المنثور .
كيف كان متفائلاً عليه الصلاة والسلام في أحلك الظروف ومستبشراً في أصعب المواقف يراهن على ماعند الله ويثق في مدده , ولا يقدم التنازلات حينما يقترن الأمر بالثوابت والمفاصل الهامة لحياة المسلمين ومستقبلهم .
لماذا لم نتطرق إلى الرسول الإداري .. هذا الجانب المهمش من السيرة رغم قوته وأهميته لاسيما ونحن أمة تعاني من تخلف الإدارة وسوئها وهي احد أهم أسباب تخلفنا عن الأمم الأخرى بطبيعة الحال فجزء من مشكلتنا هي في إدارة أنفسنا وإدارة من حولنا وما يقع تحت مسؤوليتنا وعليه فعلينا أن نفرق بين المدراء الحقيقيون والمنتفعون والمتسلقون في هذا الباب .
ولم يكاد هذا الإرث المحمدي الغزير أن يتلاشى حيث زرعه في صحابته وأهل بيته عليهم رضوان الله حيث فتحوا الدنيا به ونشروا القيم والأخلاق والفضائل والنجاح والعدل واحترام حقوق البلاد والعباد في كل مكان حيث منحهم المفاتيح الذهبية وخارطة الطريق لأي مشروع مستقبلي أين كان ومهما كان فسادوا وتسيدوا .
إن السيرة العسكرية هي جانبُ هام ولا شك في سيرة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام ولكنها لؤلؤه براقة من مجمل عقد فريد من اللآلئ الجملية والجذابة هو عقد السيرة المحمدية الشريفة الكامل التي أضحت منهج حياة ومشروع سعادة ومدرسة أخلاق ومحضن قيم ومنتهى المنطلقات , لحياة أفضل على الدوام في جميع المجالات والاتجاهات .
لقد ظلمنا السيرة النبوية الذهبية مرتين , أولهما حين غطينا جزء وغفلنا عن أجزاء و تجاهلنا دررها وكنوزها ولم نكلف أنفسنا حتى التوقف أمام عبرها ومغازيها وهي موجه لنا نحن تحديداً وما أحوجنا لها في هذه الأيام , وظلمناها مرة أخرى حينما قدمنها بقالب ممل و ركيك , بعيد عن التشويق والإبداع في التناول والطرح والتجديد في الأساليب و الذي يكون عبر رسم صوره درامية ملهمة تزرع وتغرس في الأذهان وتؤثر في النفوس وتقّّوم النشئ وتقيم الحجة وتصلح من الحال الذي أصبح بقاؤنا عليه ضرباً من خيال وقبولنا له محال في محال .
لنا أن تمنى ونحلم أن نغوص في بحرها و نبدع في طرحها ونتمز في وصلها و إيصالها إلى المتلقي المتشوق كثيرًا لهذا الطرح الشافي والكافي لكل جوانب الحياة بالإضافة إلى حرصنا على حسن الإتباع والاقتداء الذي من اجله جمعت وصنفت وأصّلت عبر جهود بشرية جبارة فلماذا نحن منفصلين عن هذه المرجعية وكأنها لا تخصنا
"تأصيل "
قال الله تعالى { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } روى ابن ماجه عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد." قال الشيخ الألباني : صحيح. قال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير: (قد تركتكم على البيضاء) وفي رواية عن المحجة البيضاء وهي جادة الطريق مفعلة من الحج القصد والميم زائدة .