, موقع طلبات الزواج , تعارف الجزائريين , طلبات الزواج للجزائريين , أرقام هواتف , اميلات بنات ,صور الحب , , ازياء و اناقة , نتائج التعليم , وظائف , زواج و تعارف ,مسلسلات تركية , رومانسية, الثقافة الجنسية ,طلبات الزواج للعرب
موضوع: في المسح على الخفين والجبيرة الجمعة 27 سبتمبر 2013 - 14:57
الحمد لله رب العالمين .. خلق اللوح والقلم.. وخلق الخلق من عدم.. ودبر الأرزاق والآجال بالمقادير وحكم.. وجمل الليل بالنجوم في الظُلَمّ.... الحمد لله رب العالمين.. الذي علا فقهر.. ومَلَكَ فقدر.. وعفا فغفر.. وعلِمَ وستر.. وهزَمَ ونصر.. وخلق ونشر. اللهم صلى على نبينا مُحمد.. صاحب الكتاب الأبقى.. والقلب الأتقى.. والثوب الأنقى.. خير من هلل ولبى.. وأفضل من طاف وسعى.. وأعظم من سبح ربهُ الأعلى. اللهم صلى على نبينا مُحمد.. جاع فصبر.. وربط على بطنه الحجر.. ثم أعُطى فشكر.. وجاهد وانتصر ... وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني أخواتي مرحبا بكم
في المسح على الخفين والجبيرة
الحمدُ لله نَحْمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته المهتدين بهَدْيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فيا عباد الله:
اتَّقوا الله - تعالى - واعْلَموا أنَّ دِيننا هو دين السَّماحة والرأفة والمحاسِن، فمِن محاسنه ما مَنَّ الله به علينا على لسانِ نبيِّنا -صلوات الله وسلامه عليه - مِن المسح على الخُفَّين والجبيرة، فقد يضطرُّ العبد إلى لُبس الخفِّ وهو ما يُسمَّى بالكنادر، أو الجورب، وهو ما يُسمَّى بالشراب، لا سيَّما في مِثل هذه الأوقات البارِدة، فيصعُب عليه خلعها عند الوضوء، فجاز له أن يَمْسح على الخفِّ والجوارب مدَّةَ يوم وليلة للمُقيم، وثلاثة أيَّام بلياليها للمسافر.
ولكن لا بدَّ مِن شروط للمسح:
الشرط الأول: أن يلبس الخفَّ أو الجورب على طهارةٍ كاملة، فيتوضَّأ أولاً ويكمل وضوءه، ثم يلبس، فلو غسَل رِجلَه اليُمنى وأدخلها في الخفِّ أو الجورب قبل غسْل اليُسْرَى لم يَجُزِ المسح؛ لأنَّ الطهارة لم تكتمل بعدُ، حيث لم يغسل رِجلَه اليسرى بعد، فلابدَّ مِن غسل الرِّجلين قبل اللبس، فلو لبس اليُمنى قبل أن يغسِلَ رِجلَه اليُسرى خلَع الملبوس على اليُمْنى ولبسه بعدَ أن يغسل رِجلَه اليسرى.
الشرط الثاني: أن يكونَ الملبوس ساترًا لمحلِّ الفرْض؛ أي: يكون ساترًا للكعبين فلا يجوز المسحُ على خفٍّ أو جورب حدَر الكعبين أو واسعان يظهر ويُرى منهما الكعبان، ولا على الجوربِ الذي لا يستُر البشرَةَ ويصفها أو فيه خروقٌ تُرَى معها الرِّجل، فلا بدَّ أن يكون الممسوح ساترًا للرِّجل، وأن يكون ثابتًا بنفسه عند المشي، وأن يكون الممسوحُ طاهرًا ليس فيه نجاسة، وأن يكونَ مباحًا فلا يصحُّ على مغصوب ولا مسروق.
• وابتداء مُدَّة المسْح من الحدَث، فإذا لبس الخفَّيْن أو الجوربين الموصوفين بعدَ كمال الطهارة مسَح عليهما إلى الوقت الذي أحْدث فيه، فإنْ خلعَه بعدَ المسْح بطل المسحُ فلا يخلعه ويُعيده، بل لابدَّ مِن إعادة الوضوء مِن جديد ويستأنِف مدَّةً جديدة.
• ومَن مسَح وهو مسافرٌ، ثم حضَر إلى بلده فتكون مدَّة مسحِه مدةَ المقيم، أو مسَح في بلده ثم سافَر فمُدَّتُه مدَّةُ مقيم، أو شكَّ متى بدأ المسح فمُدته مدَّة مقيم؛ أي: يوم وليلة، والمسْح على الخفِّ والجورب يكون في الحدَث الأصْغر، أما الحدَث الأكبر وهو ما يُوجِب الغسلَ فلا بدَّ من خلْع الممسوح.
• وممَّا ينبغي ملاحظته أنَّ البعضَ قد يلبس الجورب والخفَّ فيمسح عليهما جميعًا، وعندما يريد دخولَ مجلس أو ينام يخلَع الخفَّ ويترك الجورب، ثم يمسح عندَ الوضوء، فهذا المسح بعد الخلع غيرُ جائز؛ لأنَّه بطَل المسح بخلْع الخف حيث جعَلها مع الجوربِ كالواحد.
فينبغي في مِثل هذه الحالة أن يكونَ المسح عند الابتداء فيه على الجوربِ وحْده دون الخف، فإذا مسح على الجورب وحدها ثم لبس الخفِّ وخلعها، فإنَّ ذلك لا يؤثِّر حيث أصبحتْ بمثابة الحذاء تُلبس وتخلع، والحُكم في المسح للجورب وحدها.
• وصِفة المسح أن يبتدئ مِن أصابع الرِّجْل إلى الساق على أعْلى الممسوح فيَضع يدَه اليُمنى على أطرافِ أصابع رِجله اليمنى ويدَه اليسرى على أطرافِ أصابع رِجله اليُسرى ويمسحهما إلى الساقين، هذه صِفة المسح المسنون.
فقد رَوى البيهقيُّ في سُننه عن المغيرة بن شُعْبةَ - رضي الله عنه -: ((أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مسَح على خُفِّه ووضَع يدَه اليُمنى على خفِّه الأيمن، ويدَه اليُسرى على خفِّه الأيسر، ثم مسَح إلى أعلاه مسحةً واحدة))[1]، هذا فيما يَتعلَّق بالخفَّين، أمَّا في الجبيرة على العضو المصاب كالكَسْر أو الشجَّة أو الجرْح، فالمسح عليها عزيمةٌ؛ لأنَّ غسلَ المصاب قد يضرُّ.
وقد نُهي عن قتْل النفس وإلْحاق الضرر بها، فيمسح المصاب على الجبيرة أو اللفافة الملفوفة على قدَم المصاب، والجبيرة لا مُدَّة للمسح فيها إلا البُرء، فيَمسح عليها حتى تبرأَ، كما أنَّه يمسح عليها حتى في الحدَث الأكبر؛ لما رَوى جابر - رضي الله عنه - قال: خرجْنا مع رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سفَر فأصاب رجلاً منَّا حجر فشجَّه في رأسه، ثم احتلم فسأل أصحابه: هل تجدون لي رخصةً في التيمم؟ فقالوا: ما نجِد لك رخصةً وأنت تقدِر على الماء، فاغْتَسل فمات، فلمَّا قدِمنا على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أُخبر بذلك، فقال: ((قتَلوه قتَلَهم الله، ألاَ سألوا إذا لم يَعلموا، فإنَّما شفاءُ العِيِّ السؤال، إنما كان يَكْفيه أن يتيمم ويعضد - أو يعصب - على جُرحه خرقةً ويمْسَح عليها ويغسل سائرَ جسدِه))[2].
فهذه - يا عباد الله - من محاسنِ الإسلام وتعاليمه السامية المتضمِّنة لجلْب المصالِح ودفْع المضار.
فعلينا جميعًا أن نأخُذَ بها ونسأل عمَّا جهلْنا كما أرشدَنا لذلك نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه -فإنَّه طبيبُ الأرواح والأجسام، وقد تركْنا على المحجَّة البيضاء ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلَّا هالك.
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإيَّاكم بما فيه مِن الآيات والذِّكر الحكيم، وتاب عليَّ وعليكم، إنَّه هو التوَّاب الرحيم.
أقول قولي هذا، وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائرِ المسلمين، فاستغفِروه إنَّه هو الغفورُ الرحيم.
واعْلموا - رحمكم الله - أنه يَنبغي للعبدِ أن يسأل عمَّا جهِلَ مِن أمور دِينه؛ حتى يكونَ على بصيرةٍ مِن ذلك، وحتى لا يقَعَ في شيء ربما أخلَّ بعبادته، والأعمال الواجِبة عليه، ونحن في هذه الأيَّام البارِدة نضطرُّ إلى لبس الخفاف والجوارب، وخلعُها عندَ كلِّ وضوء فيه كُلفة ومشقَّة، ودِيننا دين السَّماحة والرَّحمة، ولنا في رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أُسوةٌ حسَنة، فقد مسَح على الخفَّين والجوربين، وأمَر بالمسح على الخفَّين ووقَّتَ للمقيم يومًا وليلة، وللمسافِر ثلاثةَ أيام بلياليهن.
• وقد يحصُل النسيانُ ويتجاوز المسحُ مدَّتَه فيمسح على الخفِّ أو الجورب بعدَ انتهاء المدَّةِ ويُصلي بهذا الوضوء الذي مسَح فيه بعدَ انتهاء المدة، ففي هذه الحال لا بدَّ مِن إعادةِ الصلاة التي صلاَّها بالمسح بعدَ انتهاء المدَّة، سواء كان مسافِرًا أو مقيمًا، فلو صلَّى الظهر مثلاً بوضوء مسَح فيه وانتهتِ المدة بعدَ صلاة الظهر، ودخَل عليه وقت العصر ولم يخلعِ الخفَّين أو الجوربين، بل مسَح عليهما وصلَّى العصر بالمسْح فإنَّه يُعيد صلاة العصر بعدَ أن يخلع الخفَّينِ أو الجوربين، ويتوضَّأ وضوءًا كاملاً يغسل فيه رِجليه ويُعيد تلك الصلاة، فعلى العبدِ أن يتفقَّه في أمورِ دِينه ويسأل عما أَشكل عليه ولا يكن همُّه أمْرَ دنياه، فاتَّقوا الله يا عبادَ الله، واسألوا عمَّا جهلتم.
[1] أخرجه البيهقي في سننه (1/292).
[2] أخرجه أبو داود (336)، وقال الأرناؤوط: وهو حديث حسن بشواهده.