بســم الله الرحمــان الرحيـــم السـلام عليـكم و رحمة الله تعالى و بركاته

[rtl]الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الحمد لله الذي خلق الإنسان، علمه البيان، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد سيد الأولين والآخرين الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وهو سيد البلغاء وإمام الفصحاء، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة وسلاما تامين إلى يوم الدين.[/rtl]
[rtl] إخواني إن موضوع هذه الليلة من الأهمية بمكان وهو من المواضيع الجميلة التي هي من الأدب، والشريعة جاءت بالأدب وهذا الدين قد جاء بالأدب، ولا شك أن مواضيع الأدب تزين المسلم وتحسه على التخلق بالأخلاق الحميدة والفاضلة لأن الإسلام يعتني بالمسلم من جميع الجوانب ويريد الإسلام أن يميز المسلم بعقيدته وعبادته وأخلاقه وآدابه ومظهره، وهذا الدين لا شك أنه أحسن الأديان وأفضلها وأعلاها ولا شك أن هذه الشريعة هي خاتمة الشرائع وأن ما جاء فيها هو أفضل ما جاء إلى أي أمة من الأمم من قبلنا.[/rtl]
[rtl] وموضوع أدب الكلام والمحادثة أهميته في نقاط متعددة، فهو يحتاجه المسلم حتى إذا أراد أن يحادث ربه ويتكلم مع الله، وكذلك هو يحتاجه في الكلام مع أهل العلم والكلام مع أصحابه وأصدقائه والكلام مع زوجته، وهو أدب يحتاج إليه في المجالس لأن الناس اجتماعيون بطبعهم وهم يختلطون ويتلاقون ويجتمعون ويتزاورون، فإذا عدم هذا الأدب وهو أدب الكلام والمحادثة صارت اللقاءات مضيعة للأوقات مجلبة للعداوة و الشحناء والبغضاء، ليس فيها كبير فائدة بل ربما انطوت على ضيق وهم وغم، بسبب ترك أدب الكلام والمحادثة.[/rtl]
[rtl] وبادئ ذي بدء فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بحفظ اللسان ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من إفراط اللسان حتى قال عليه الصلاة والسلام : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار، .... وقال صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة،.... وقال أيضا في الحديث الصحيح صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ، ما يتبين يطلق الكلام على عواهنه دون تبصر ولا انتباه ولا تقويم للكلمة ولا بحث ولا نظر فقد يتكلم بالكلمة ما يتبين فيها قد يكون فيها اعتداء على إلوهية الله وربوبيته أواعتراض على قضاء وقدره ونحو ذلك يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب، ولذلك لما نصح النبي صلى الله عليه وسلم معاذا قال له : ألا أخبرك بملاك ذلك كله كف عليك هذا و أشار إلى لسانه، قال يا نبي الله : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ ـ يعني هذا ليس دعاء عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعو على أحد من أمته بدعوة لا يستحقها إلا جعلها الله له رحمة وثوابا يوم القيامة ، ثكلتك أمك يا معاذ هذا من العبارات الدارجة عند العرب التي لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم معناها الحرفي ـ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ؟ فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن من أعظم أسباب دخول النار حصائد الألسنة، .... ولذلك جاء كلام السلف في حبس اللسان كثيرا ،... فمن ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه : ما رأيت أحوج إلي طول سجن من اللسان، .... وقال الحسن : اعقل لسانك إلا عن حق تقيمه أو باطل تلحظه أو حكمة تنشرها أو نعمة تذكرها، ولذلك السلف رحمهم الله  .....العلماء ألفوا في الصمت، في فضل الصمت تآليف مثل ما فعل ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى ، ألفوا في الصمت وتكلم العلماء في مساوئ الإكثار من الكلام والحس على التقليل منه، و أن الإنسان إذا عد كلامه ليوشكن أن يعرف ماذا يسود به من الصحائف .. صحائف أعماله .[/rtl]
[rtl] ومن الأشياء والضوابط الإسلامية في موضوع الكلام بالإضافة إلى التقليل منه ولزوم الصمت، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان طويل الصمت، بالإضافة إلى ذلك طيب الكلام، ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما وعظ الناس في العبد يأتي يوم القيامة فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار: فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة ،..... فحس على الكلمة الطيبة و أنها من أسباب دخول الجنة، وكذلك لين الكلام ..لين الكلام من الأخلاق الإسلامية، ..... وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام، ... فالشاهد قوله صلى الله عليه وسلم ألآن الكلام .[/rtl]
[rtl] وأما بالنسبة لآداب الكلام والمحادثة فإنها كثيرة قد جاءت بها الشريعة، ما يدل على أهمية هذا الموضوع وعلى خطورته وأنه معتنى به في الشريعة غاية الاعتناء ومكمل غاية التكميل، فمن هذا .. من أدب الكلام والمحادثة: خفض الصوت قال الله تعالى في وصية لقمان لابنه {... وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ-19- لقمان} فلا شك أن رفع الصوت مزعج للسامع ومثير لأعصابه وهو ينبه عن قلة الأدب، هذا إلا إذا دعت الحاجة إلى رفع الصوت .. كان خطيب ـ الذي يخطب بالناس ـ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب علا صوته وأحمر وجهه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم، .. فإذا رفعه في الخطابة هذا متروك، كذلك إذا خاف أن لا يسمع أحدا تحذيرا مهما أو علما مهما فإنه يرفع صوته، ... كما رفع صوته صلى الله عليه وسلم  لما تفرقوا وكانوا يتوضئون وبعض الناس لم يهتم بغسل عقبيه رفع صوته صلى الله عليه وسلم فقال : ويل للأعقاب من النار، .... فيتبين أن رفع الصوت للحاجة مهم، في بعض الأحيان يكون مطلوبا، لكن في الغالب، في المحادثة مع الناس، في المجالس، الأحاديث الفردية والثنائية والجانبية هذه لابد أن تكون بصوت منخفض، وكذلك ينبغي أن يكون المتكلم بعيدا عن الثرثرة والتشدق وتكلف الفصاحة، .... فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن جابر : إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا يا رسول الله : ما المتفيهقون ؟ قال المتكبرون ،  ....وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أيضا : سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام فأولئك شرار أمتي، ... وقال أيضا في الحديث الصحيح : سيكون قوما يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر من الأرض، ... وجاء وصفهم أيضا بهذه الصفة القبيحة في الحديث الصحيح الآخر : إن الله تعالى يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها ـ البقرة ـ ... ومعنى هذا أنه يتشدق بالكلام ويفخم به لسانه ويلفه كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفا ، .... وهذا به تنبيه على التكلف والتنطع وتكلف الفصاحة، وهو نوع من التقعر المذموم، هو تقعر وهو أيضا من الثرثرة وهو أيضا كناية عن التباهي والاستطالة ، فالألفاظ عند هذا الرجل في المرتبة الأولى و المعاني بعد ذلك، فهو لا يحسب حساب المعنى، وهو أيضا يتكلف لك ويلوي لسانه، لين، كما تلف البقرة الكلأ بلسانها لفا، فإذا لابد من ترك التكلف وأخذ الأمور بالطبيعة والسجية مع انتقاء الكلمات وجودة المعنى . [/rtl]
[rtl]ومن آداب الكلام الإنصات ، الإنصات ..و خصوصا عندما يكون الشخص الآخر يقرأ كلام الله، لقد قال الله عز وجل {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآن فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ -204- الأعراف}، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم الإنصات، ومن الأشياء والمواضع التي يتأكد الإنصات فيها إذا تكلم أهل العلم وعلى رأسهم لاشك النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك الصحابة بأدبهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الإنصات لقوله ، عظمت مكانة النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس الكفرة نتيجة التطبيق العملي .. الإنصات، ... حتى جاء في حديث غزوة الحديبية قول عروة ......، قول الراوي : ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ عروة قبل أن يسلم ـ بعينيه، قال فو الله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ  كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده .... وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُم فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ... -2- الحجرات} فلا يرفع الصوت فوق صوت النبي عليه الصلاة والسلام حيا، وإذا مات فقرئ حديثه في المجالس صلى الله عليه وسلم، فلا يرفع الصوت فوق حديثه عليه الصلاة والسلام، وينصت الجميع، لأن حديث نبيهم عليه الصلاة والسلام يقرأ، وتعظيمهم لحديثه من تعظيمهم له، لأنه تعظيم لكلامه عليه الصلاة والسلام، ولذلك الصحابي الذي كان عنده ارتفاع في الصوت خلقة، خلقة صوته مرتفع، إذا تكلم كلامه الطبيعي العادي مرتفع، خشي على نفسه من الهلاك لما نزلت آية الحجرات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُم فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُم لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُون -2- الحجرات} قال: ويلي قد حبط عملي ، أنا لو تكلمت مع النبي عليه الصلاة والسلام صوتي أرفع من صوته، وجلس في بيته حزينا، حتى سأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فعرف ما به فطمأنه أنه ليس من الذين يرفعون أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم تكبرا أو استعلاء أو احتقارا للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هذا شيء في خلقته، هذا حال الرجل، لكن الذي يملك أن يخفض صوته فهل يرفعه فوق حديث له عليه الصلاة والسلام يتلى؟ كلا ، ولذلك عروة في غزوة الحديبية لما رأى ما رأى عظم النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه مع أنه كان كافرا، ..... وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قومي والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر و كسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا ـ يعني ما رأيت ـ إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا .[/rtl]
[rtl] ومن آداب الكلام أن الإنسان لا يتكلم إلا إذا كانت الكلمة يراد بها وجه الله، لأنه قد يتكلم إظهارا لعلمه أو إظهارا لمعرفته أو إظهارا لفصاحته وبيانه أو استئثارا بالمجلس أو ترفعا على الخلق أو إيذاء للآخرين أو حبا للظهور و ترأسا للمجلس، هذه من بواعث الكلام، فينبغي أن يكون الباعث لله، ما يتكلم إلا بما يرضي الله، ولذلك الإنسان المسلم يترك الكلام إذا فكر أن في تركه إرضاء لله وأن الإخلاص أن لا يتكلم، وإذا دعته نفسه للكلام لهوى فليصمت وإذا دعته للصمت لهوى يتكلم، ولا يجوزله مع ذلك أن يسكت عن تعليم جاهل أو تنبيه غافل أو أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر، فهو لا يزال يمشي بين تلك الضوابط.[/rtl]
[rtl] ومن آداب الكلام أن الإنسان إذا كلم قوما فإنه يبتغي درجة من الكلام تبلغها عقولهم ويفهمونها ولا يخاطبهم بالصعب الذي لا يدركون معناه ولا بغريب الكلام الذي لا يفهمونه، وحتى إذا انتقى أشياء من العلم ينتقي الأشياء الأساسية الواضحة السهلة التي تتقبل ويترك الأشياء التي قد ينفر منها الناس لغرابتها عندهم مع أنها قد تكون من الدين، لكن إذا أدى عرضها إلى تكذيب الله ورسوله كما يفعل بعض العامة إذا عرض عليهم شيء غريب جدا قالوا ما هذا حديث، ولا يمكن أن يقول النبي عليه الصلاة والسلام كلاما مثل هذا، فيؤدي به إلى تكذيب الله ورسوله،..... ولذلك قال على كما روى البخاري تعليقا: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟..... وهذا شيء يهم الخطباء والدعاة إلى الله عز وجل.[/rtl]
[rtl] ومن آداب الكلام أن يترسل فيه ترسلا ويكون في أثناء أدائه على تؤدة وعلى تمهل ليفهم ويحفظ فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثا لوعده العاد لأحصاه، لو واحد يعد عند النبي عليه الصلاة والسلام لاستطاع أن يعد الكلمات أو المفردات أو الحروف ويطيق ذلك ويبلغه إلى آخر الحديث، يستطيع أن يعده عدا، والمراد بقولها رضي الله عنها المبالغة في الترتيل والتفهيم : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتل كلامه، ليس المقصود طبعا أن يلحنه، لأ، يرتل كلامه يعني يتأنى فيه .. يتأنى فيه، ... قال ابن شهاب أخبرني عروة عن عائشة أنها قالت : ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك وكنت أسبح ـ أتنفل ـ فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته ـ هذا الذي يتحدث بسرعة، هذا الراوي الذي يروي الأحاديث بسرعة بجانب حجرتي، يحدث الناس، لأن حجرة عائشة أين كانت ؟ بجانب المسجد ـ ولو أدركته لرددت عليه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم  ..لم يكن يسرد الحديث كسردكم هذا في رواية البخاري رحمه الله، ومعنى قولها ... ومعنى قول عائشة...و معنى قولها لرددت عليه، يعني لأنكرت عليه وبينت له أن الترتيل في الحديث أولى من السرد، الترتيل والتؤدة والتمهل أولى من السرد والإسراع، ومعنى قول عائشة لم يكن يسرد الحديث كسردكم أي النبي عليه الصلاة والسلام، يعني أنه لم يكن يتابع الحديث استعجالا، بعضه إثر بعض، لئلا يلتبس على المستمع، وفي رواية للإسماعيلي إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا، فهما تفهمه القلوب، شيء تفهمه القلوب، ..... وروى أبو داود رحمه الله تعالى عن عائشة : كان كلامه صلى الله عليه وسلم كلاما فصلا، يعني مفصولا بين أجزائه وواضحا يفهمه كل من سمعه، .... وعند أبي داود أيضا في الحديث الصحيح : كان في كلامه صلى الله عليه وسلم ترتيل أو ترسيل، والترتيل هو التأني والتمهل في تبيين الحروف والكلمات وهو والترسيل بمعنى واحد، ترتيل وترسل وتأني في عرض كلامه صلى الله عليه وسلم، لكنه ليس بطأ شديدا ينفر السامع، لأن بعض الناس عندهم بطء شديد في الحديث بحيث أن السامع ينفر من سماعه، وبالإضافة إلى هذا الترتيل والترسل وهذا من آداب الكلام، إعادة الكلام المهم الذي يصعب على بعض الجالسين فهمه من أول وهلة أو لأول مرة فيعاد، وهذا معنى قول أنس رضي الله عنه في حديث البخاري : كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، فإذا الإعادة لأي غرض ؟ للتفهيم، فإذا فهمت هل يحتاج إلى إعادة؟ لأ ، وإنما الإعادة للتفهيم، وكذلك فإن الإعادة أقصاها ثلاث مرات .. أقصاها ثلاث مرات، وهذا قد جاء في الشريعة في أشياء كثيرة، أن الغاية ثلاث مرات، في الاستئذان ثلاث والطلاق ثلاث .... آخر شيء، وهنا يعيدها ثلاثا لكي يبلغ بها الغاية، وأما الإعادة الكثيرة أكثر من ثلاث قد تمل، ولذلك قالت جارية لابن السماك: ما أحسن كلامك إلا أنك تردده، قال: أردده حتى يفهمه من لم يكن فهمه، قالت: فإلى أن يفهمه من لم يكن فهمه يمله من فهمه، يعني إذا كررت كثيرا إلى حتى يفهم الذي لا يفهم، يكون الذي فهم قد مل من الترديد، فالمسألة وسط لا إفراط ولا تفريط، وكذلك الإقبال على المتحدث بالوجه، وعند قيام المصلى في الصلاة فإنه لا يلتفت يمينا ولا شمالا ولا يرفع رأسه إلى السماء لأن الله قبالة وجه العبد في الصلاة، إذا قام المصلي يصلي ينصب الله وجهه لوجه عبده المصلي ما لم يلتفت فإذا التفت أعرض الله عنه، .... وكذلك فإن الناس في حال الخطبة يلتفتون بوجوههم إلى الخطيب،.... كما قال الصحابة في وصف حالهم مع النبي عليه الصلاة والسلام: إذا خطب التفتوا بوجوههم إليه، وهذا أمر أيضا يغفل عنه كثير من الأئمة: كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا سوى الصفوف أقبل عليهم بوجهه فسوى الصفوف وأمرهم بتسويتها فيلتفت إليهم بوجهه ولا يقل من مكانه استووا واعتدلوا وهو لا يعرف هل استووا و اعتدلوا أم لأ.[/rtl]
[rtl] وكذلك من آداب الكلام والحديث الإعراض عن الفحش والألفاظ البذيئة وهذا معروف، لكن حتى يعني هذه البذاءة ما يتلفظ بها الإنسان هذا مفروغ منه، الله عز وجل يبغض الفاحش البذئ،... ما كان النبي عليه الصلاة والسلام فاحشا ولا متفحشا ، لكن لو الإنسان أثناء الكلام سمع فحشا فإنه يعرض عنه ويشيح بوجهه دلالة على إنكاره للكلمة السيئة أو الشيء الذي يخالف الحياء، قد لا يكون لكن يخالف الحياء فقد روى الإمام البخاري رحمه الله عن عائشة: أن امرأة من الأنصار قالت للنبي صلى الله عليه وسلم كيف أغتسل من المحيض ؟ قال: خذي فرصة ممسكة ـ يعني قطعة من القطن قد وضعت في المسك ـ خذي فرصة ممسكة ـ يعني بالمسك ـ فتوضئي ثلاثا ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم استحيا هل يقول لها ضعي هذا في المكان الكذا ؟ استحيا فأعرض بوجهه، قالت عائشة: فأخذتها فجبذتها فأخبرتها بما يريد النبي صلى الله عليه وسلم، .. وهذا يعني أن الإنسان إذا وصل في الكلام إلى مرحلة أو إلى حد فيه شيء يخالف الحياء فإنه يعرض بوجهه، هذه امرأة تسأل، لا يناسب أن النبي صلى الله عليه وسلم يفصل لها أكثر من هذا، فتركه لعائشة، امرأة تتفاهم مع امرأة لكن الرجل النبي عليه الصلاة والسلام كان أشد حياء من العذراء في خدرها، والله عز وجل كنى عن الجماع بالمسيس قال {... أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء... -43- النساء} انظر إلى الأدب يعني القرآن ... الله عز وجل يعلمنا الأدب، أو لامستم النساء ما هي الملامسة هنا ؟ الجماع وليست مجرد اللمس، على الصحيح من أقوال العلماء أن الملامسة هنا غير اللمس، أو لامستم يعني أتى الرجل أهله.[/rtl]
[rtl] وكذلك من آداب الكلام تقديم الأكبر، فإن الناس قد يجتمعون في مجلس أو يأتي وفد يريد الكلام، فمن الذي يتكلم ؟ الأكبر إذا كان عارفا بأصول الكلام فقيها، يتكلم الأكبر، الأدب أن يبدأ الأكبر، توقير الكبير من أصول الشريعة، من أصول الأدب في الشريعة توقير الكبير،.... ولذلك قال الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الأدب ـ باب إكرام الكبير ـ ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال، الأكبر هو الذي يبدأ بالكلام والسؤال، و هذا قد جاء النص عليه والأمر به والإنكار على من خالفه في الحديث الصحيح وهو حديث عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود : أنهما أتيا خيبر فتفرقا في النخل فقتل عبد الله بن سهل، فجاء عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة ابنا مسعود، حويصة ومحيصة وعبدالرحمن بن سهل أخو القتيل جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلموا في أمر صاحبهم القتيل الآن، فبدأ عبد الرحمن وكان أصغر القوم، عبد الرحمن كان أصغر القوم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كبر الكبر، كبر الكبر، قال يحيى: يعني ليلي الكلام الأكبر، الأكبر هو الذي يتولى الكلام ويبدأ به، فتكلموا في أمر صاحبهم، وفي رواية كبر كبر،.... قال: فذهب عبد الرحمن يتكلم وكان هو أصغر القوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كبر كبر وهو أحدث القوم فسكت فتكلم الأكبر، كبر كبر .. الكلام،.... ويدل على هذا المعنى اللطيف أيضا الحديث الذي جاء في التلغيزالذي حدث من النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه فإنه كان يلغز لهم ليختبر ذكائهم ويستجر قريحتهم أو قرائحهم للتفكير والاستنباط، وكذلك مما يتعلق بهذه النقطة أيضا ترك الكلام للأفقه فإنه قد تحدث مناسبة تدعو للكلام فيود واحد من الناس أن يتكلم، تحدث حادثة تحتاج إلى تعليق، فيترك التعليق لمن ؟ حصلت حادثة في المجلس يترك التعليق عليها لمن ؟ حصلت حادثة في المسجد يترك التعليق عليها لمن؟ للأفقه للأفقه ، يترك التعليق عليها للأفقه، لأن كل إنسان يريد أن يعلق، مثلا: منكر، شيء حصل، حادثة حصلت، لابد من تعليق، يترك للأفقه، مع أن كل الموجودين تدعو حاجتهم أحيانا إلى الكلام، ..... لماذا ؟ لأن الأفقه هو الأعلم، عنده مما نور الله به بصيرته ما يستطيع أن يقنع به الناس ويكون تعليقه أولى من تعليق غيره وكلامه أحسن من كلام غيره،.... وإليك الدليل لما مات النبي عليه الصلاة والسلام اختلف الصحابة في من يتولى الأمر من بعده، الأنصار قالوا نحن أولى، نحن كتيبة الإسلام، نحن عماد الجيش الذين نصرنا الله ورسوله، يكون الأمير منا والخليفة منا.. لما أوشكوا أن يبايعوا سعد بن عبادة، هذه حادثة جلل، حادثة كبيرة، ولذلك قال عمر رضي الله عنه ..لما تكلم الأنصار وقام خطيبهم فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط مناـ أنتم الأقلية نحن الأكثرية.. الأنصارـ وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر، لأن هذا الآن معناه ...الأنصار يريدون أن تكون الخلافة فيهم .. فلما سكت، قال عمر، فلما سكت خطيب الأنصار قال: أردت أن أتكلم، لاحظ الآن كلام عمر: أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني، كنت قد أعددت مقالة في نفسي رصينة ـ في غاية البلاغة والأهمية.. كلام متقن ـ وكنت قد زورت مقالة أعجبتني، في نفسي أعددت كلام الآن من الأهمية بمكان أن يقال، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، أريد أن ابتدئ قبل أبي بكر وأتكلم بها، وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك ـ تمهل ـ فكرهت أن أغضبه، قال عمر: فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته ـ يعني على البديهة ـ مثلها أو أفضل منها حتى سكت، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت، فكان من كلام أبي بكر: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، انظر إلى الحكمة في كلام أبي بكر، ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل و لم يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوثق العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبو عبيدة ابن الجراح وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، ما كرهت من كلام أبي بكر غير هذه الكلمة، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، لما ترك الكلام لأبي بكر أجاد أحسن من عمر، مع أن عمر يريد أن يتكلم والوضع يدعو للكلام .[/rtl]
[rtl] ومن الأمور المهمة في أدب الكلام والحديث والمناقشة التقديم، إذا أراد الإنسان أن يتكلم يقدم بمقدمة تناسب الكلام، خصوصا إذا أراد أن يتكلم بين يدي عالم، إذا أراد أن يتكلم بين يدي مفتي، يحتاج إلى نوع من التقديم ليس كالكلام مع الرفيق و الصديق فهذا له أدب آخر وشيء .... مرتبة أعلى، ومثل هذا ما ورد في حديث أبي هريرة وزيد بن خالد أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما، تصور المسألة الآن.. اثنان جاءا إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال أحدهما: أقض بيننا بكتاب الله، واحد قال أقض بيننا بكتاب الله، وقال الآخر وهو أفقههما: أجل يا رسول الله فأقض بيننا بكتاب الله وائذن لي أن أتكلم، قال: تكلم، يعني هذا الأدب قدم مقدمة واستأذن، قال: وائذن لي أن أتكلم، قال: تكلم، قال: إن ابني كان عسيفا إلى آخر القصة، وفيها رجم المحصنة التي زنت وجلد الزاني غير المحصن وإلغاء كل حكم باطل مخالف لما في الكتاب والسنة.[/rtl]
[rtl] وكذلك من أدب الكلام والحديث عدم مقاطعة حديث الناس، أنت إذا دخلت على أناس يتكلمون فلا تقطع حديثهم، فإن قطع الحديث مخالف للأدب،... وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس قال: حدث الناس كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث مرار ولا تمل الناس هذا القرآن ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، .. ما تأتي .. أنت تريد أن تعظ  القوم، تعلم القوم، أتيت على قوم و هم يتحدثون بحديث لا تأتي فتقول: اسكتوا أنصتوا عندي كلام، وعندهم حديثا يتحدثون به ـ حديث مشترك ـ ولكن أنصت ، هذا يقوله ابن عباس، يعلم الوعاظ والدعاة،.. ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم، إذا قالوا لك حدثنا يا فلان، ذكرنا يا فلان، عظنا يا فلان،.. فإذا أمروك فحدثهم. ما هو الفرق؟ غير قطع الحديث ما هو الفرق؟ ما هو الفرق؟ أنك لو حدثتهم بناء على طلبهم فإن الحديث يكون أشهى لهم وأكثر موقعا في نفوسهم من أن تبادأهم أنت وتطلب الإنصات، لكن الإنسان قد يحتاج إلى الإنصات مثلا في موضع يكون فيه أناس لا يذكرون الله بل يقعون ربما في معاصي، كلام فارغ، فإذا قام واحد قال يا أيها الإخوان أنصتوا عندنا فلان يريد أن يتكلم، أو يريد أن يسمع كلامه، بدلا من الكلام الفارغ، لكن ناس عندهم حديث مشترك قد اجتمعوا إليه لا تدخل عليهم فتقطع حديثهم لكن انتظر، اجلس إليهم، أنصت، فإذا طلبوا منك الحديث تحدث، الإسلام أدب،..... فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك، يعني لايفعلون إلا ذلك الاجتناب، لا يتكلفون في الدعاء، ما يتكلمون بالسجع المكروه المتكلف الذي يضيع الخشوع في الدعاء، واستنبط منه ابن حجر رحمه الله كراهية التحديث عند من لا يقبل عليه، والنهي عن قطع حديث غيره، وأنه لا ينبغي نشر العلم عند من لا يحرص عليه، وأنه يحدث من يشتهي بسماعه لأنه أجدر أن ينتفع به.[/rtl]
[rtl] وكذلك من آداب الكلام أنك إذا قدمت على أناس إبدأ بالسلام قبل الكلام وهذا أدب منصوص عليه في الحديث الصحيح ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ـ حديث حسن ـ وقال صلى الله عليه وسلم : السلام قبل السؤال فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه ـ يعني تأديبا وتعليما ـ ... دخل على مجلس أين فلان؟ من رأى فلان؟ لا تجيبوه، علموه أن يسلم أولا ثم يسأل، السلام قبل السؤال فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه.[/rtl]
[rtl] وكذلك من الضوابط الشرعية في الحديث أن الإنسان لا يجوز له أن يكذب، وهذا مفروغ منه، ولكن هنا أمر يفعله بعض الناس وهو الكذب لإضحاك القوم،.... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له، ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، يكذب في الحديث من أجل الإضحاك أو التنكيت كما يقولون.[/rtl]
[rtl] وكذلك من آداب الحديث أن لا يتناجى اثنان دون الثالث، وهذا معلوم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس فإن ذلك يحزنه، العلة من أجل أن ذلك يحزنه، حتى لا يحزن، لأنه قد يظن أنه دون مستوى الكلام، هاأنت وهو تتكلمان وهو بمعزل عنكما، معناه أنه دون مستوى الكلام، معناها احتقار بطريقة غير مباشرة، أو أن يظن أنكما تتآمرا عليه فاختص الكلام بينكما وتركتماه، فكأنكما تدبران شيئا ضده، و لأجل ذلك قال: فإن ذلك يحزنه، فهذا التناجي لمن الشيطان {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا... -10- المجادلة} طيب لو كان في المجلس عشرة فتناجى تسعة دون العاشر، تسعة اتفقوا على كلام والعاشر غير مشترك معهم، فيه كلام همس، هل يكون تناجى محرم؟ نعم، أيهما أشد هذا أو التناجي اثنان دون الثالث؟ أشد هذا، تسعة دون العاشر أشد، طيب لو أن هناك ثلاثة في المجلس فتكلم الأول والثاني بلغة لا يتقنها الثالث و لا يعرفها، كأن يكون الثالث لا يحسن الكلام بالإنجليزية، فتكلم الأول والثاني بالإنجليزية بكلام بصوت مرتفع هل يعتبر تناجي؟ يعتبر تناجي؟ نعم، لأن الخشية، المحظور، المفسدة، قد حصلت ..قد حصلت لأنه يجهل اللسان الذي تتحدثان به، طيب لو صار في المجلس أربعة فتكلم اثنان سرا بينهم والثالث والرابع صامتين بعيدا عنهم هل يعتبر تناجي؟ هل يعتبر تناجي؟ لأ، لا يعتبر تناجي لأنه يمكن أن يأنس بصاحبه.[/rtl]
[rtl] ومن آداب الحديث والكلام أن تحفظ سر المتحدث إليك إذا طلب ذلك صراحة أو صدرت منه إشارة تدل على أن يريد أن تحفظ سره، طبعا فيما لا يضر المسلمين،... كما قال النبي عليه الصلاة والسلام إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة، ما معنى الالتفات هنا؟ إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهى أمانة ما معنى الالتفات؟ ... يعني يتأكد أنه لا يوجد أحد يستمع، فهو يتكلم ويلتفت أنه لا يوجد أحد يستمع، هذا ما معناه ؟ أنه سر ولو ما قال لك احفظه ولا تخبر به أحدا، كونه التفت يعني أنها أمانة، كونه التفت ليتأكد أنه لا يوجد أحد ينصت، هذا يعني أنها أمانة، قال العلماء: فإفشاء السر خيانة وهو حرام إذا كان فيه إضرار ولؤم إن لم يكن فيه إضرار، لكن إذا كان فيه سر فيه ضرر على المسلمين فلابد من إفشائه لأهل الحسبة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر لكي يغيروا المنكر، ولا يصير هذا سرا له حرمة، ماله حرمة لأن فيه ضرر على المسلمين.[/rtl]
[rtl] وكذلك من آداب الحديث والكلام أنه لا يجوز هجر المسلم بالكلام فوق ثلاثة أيام، لا يجوز أن تقاطع أخا مسلما من أهل السنة، أن تقاطعه فوق ثلاث، حد الزعل بين المسلمين ثلاثة أيام بعد ذلك لابد أن تجيبه وتكلمه ونتحدث معه.[/rtl]
[rtl] ومن آداب الحديث كذلك أن يكون باللغة العربية للعرب والمسلمين، العرب يتكلموا باللغة العربية، وهذا ـ مع الأسف في هذا الزمان ـ أمر قد خولف وطغى الغزو الثقافي الكافر على عقول المسلمين، وأعجب أبناء المسلمين بالكفرة أيما إعجاب حتى صاروا يتحدثون بلغتهم، ويتفاخر المسلم بحديثه بلغة الكفار لكي يعرف بأنه يعرف لغتهم، وأنه يجيدها ويخرج حروفهم على حسب المخارج الموجودة عندهم و يتقنها، وأنه يتكلم الإنجليزية مثلا بطلاقة، هذا صار الآن عندنا شائع منتشر ... مع الأسف، لا شك أن الله سبحانه وتعالى خلق البشر ولهم ألسنة مختلفة قال الله عز و جل {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْق السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ... -22- الروم} والله عز وجل أرسل كل رسول بلسان قومه، نحن مسلمون نتكلم اللغة العربية، نبينا صلى الله عليه وسلم من العرب والقرآن كلام الله عربي، فلماذا نتكلم بغير اللغة العربية في أحاديثنا وكلامنا ومناقشاتنا؟.. وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العظيم ـ اقتضاء الصراط المستقيم مجانبة أو مخالفة أصحاب الجحيم ـ كلاما في هذا الموضوع وهو الكلام والمحادثة و التحدث بغير العربية فقال: كره الإمام أحمد أسماء الشهور بالفارسية، قال شيخ الإسلام: ما قاله أحمد له وجهان أولاـ إذا لم يعرف الاسم جاز أن يكون محرما كأن يكون الاسم معناه فيه شرك، وأنت تتكلم تستعمل الاسم هذا ويمكن الاسم هذا فيه شرك، فيه تعبيد لغير الله، صح أم لا، الآن بعض أسماء الكفار مثل..مثل عبد المسيح كأن عبد المسيح مترجم مثلا،.. والسبب الثاني ـ كراهته أن يتعود الرجل النطق بغير العربية، فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون، فإذا اللغة العربية من الأشياء التي تميز الأمة هذه عن بقية الأمم، فلماذا نستخدم لغة غيرنا؟ ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله:وأما الخطاب بهاـ يعني بالعجميةـ من غير حاجة في أسماء الناس والشهور فهو منهي عنه، مع الجهل بالمعنى بلا ريب، يعني لو ما تعرف المعنى لا تتكلم لأنه قد يكون شركا أو كفرا ، لا تتكلم بلغة غير العربية في شيء لا تعرف معناه لأنه قد يكون شركا أو كفرا خصوصا أسماء الأشهر، لا تستعمل أسماء الكفار، وقد أخذ .. يعني الإمام أحمد رحمه الله بحديث ابن عمر رضي الله عنه الذي فيه النهي عن رطانتهم وعن شهود أعيادهم ـ حديث عمرـ و قد نهى عمر عن رطانة الأعاجم، فقد استدل بنهي عمر عن الرطانة أو الرطانة كلاهما صحيح ،عن الرطانة مطلقة هذا كلام ابن تيمية،....و قال الشافعي فيما رواه السلفي بإسناده.. بإسناد معروف إلى محمد بن عبد الله بن الحكم قال: سمعت محمدا بن إدريس الشافعي يقول: سما الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع .. ماذا سماهم الله؟ الطالبين من فضله في الشراء والبيع ماذا سماهم الله ؟ تجارا ، ولم تزل العرب تسميهم التجار ثم سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سما الله به من التجارة بلسان العرب، والسماسرة .. السمسار هذه كلمة أعجمية،إيش معناها؟...إيش معناها؟ تاجر ..تاجرـ سمسارـ والسماسرة اسم من أسماء العجم فلا نحب أن يسمى رجل يعرف بالعربية تاجرا إلا تاجرا، ولا ينطق بالعربية فيسمى شيئا بأعجمية، وذلك أن اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب، فأنزل به كتابه العزيز وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، قال شيخ الإسلام: فقد كره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمى بغيرها، ولذلك الآن فيه بعض الناس يسمون أسماء أعاجم" ميرفت وناريمان " .. هذا غير.. ويسمون أيضا بأسماء الكفرة، أسماء الأعاجم معروفة "ميرفت وناريمان وشيريهان وشيرين ونيفين" وكذلك ... هذه أسماء أعجمية، وكذلك يسمون بأسماء الكفار اسلندا ورندا وسوزان ...وإيش؟ ودينا..... يعني، فساروا يسمون بأسماء الكفار وقد يكون اسم معناه قبيح فيه شرك أو كفر يسمون به، قال شيخ الإسلام فقد كره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمى بغيرها وأن يتكلم بها خالطا لها بالعجمية، إذا الشافعي يكره إيش؟ خلط اللغة العربية باللغة العجمية، وهذا الذي قاله الأئمة مأثور عن الصحابة والتابعين، ثم ساق ابن تيمية آثارا عن الصحابة والتابعين في قضية الكلام بالعجمية،.... وقال عمر ما تكلم رجل بالفارسية إلا خبا يعني صار مخادعا غشاشا ولا خبا إلا نقصت مروءته،.... وعن محمد بن سعد بن أبي وقاص أنه سمع قوما يتكلمون بالفارسية فقال: ما بال المجوسية بعد الحنيفية؟.... ونقل عن طائفة من السلف أنه كانوا يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة من العجمية، يعني لو قال واحد طيب فيه بعض الأحاديث فيها كلمات عجميةـ هذا سنا ياأم خالد هذا سناـ والسنا في لغة الحبشة يعني الحسن الجميل.. مثلا.. ورد فيه كلمات حبشية في بعض الأحاديث أو غير عربية، قال شيخ الإسلام: وفي الجملة فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قليل، يعني لو واحد استعمل كلمة عجمية نادرا، استعملها في كلامه، أمرها سهل، لكن أين الخطر؟ قال شيخ الإسلام: وفي الجملة فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب، وأكثر ما يفعلون ذلك إما لكون المخاطب أعجميا، يعني لماذا ورد عن بعض السلف أنهم استخدموا ألفاظا أعجمية؟ إذا كان الكلام بالعجمية مكروه ومنهي عنه لماذا استخدم بعض السلف ألفاظا أعجمية في كلامهم ؟ تجد في كلامنا نحن ألفاظا أعجمية أحيانا لماذا ؟ قال إما لكون المخاطب أعجميا،... يشرح الدين أوالحكم الفقهي لواحد أعجمي أو قد اعتاد العجمية، يريدون تقريب الإفهام عليه، يعني أن يفهمونه بسرعة ..أن يفهموه بسرعة فلذلك قد يستخدموا ألفاظا أعجمية، إذا متى تستخدم الألفاظ العجمية يا جماعة؟ عند الحاجة..عند الحاجة، كما إذا كنت تكلم شخصا أعجميا، أو أن هذه الكلمة مثلا ما لها مقابل بالعربي، بالعربي ما لها مقابل، الذين اخترعوها هكذا سموها، مثل أسماء الأدوية: إسبرين ، بنسلين، ...... يعني قد لا يوجد لهم اسم مع الأسف طبعا، يعني مع الأسف نحن السبب، نحن .... تخاذلنا وتراجعنا هذا الذي أدى بنا إلى أن نكون اتباع، حتى في الأسامي نأخذ أسامي غيرنا، لكن إذا كان الشيء له اسم مقابل، يعني مثلا باص..باص.. هذه كلمة أجنبية مقابلها حافلة .... مثلا، البيجر مثلا... المنادي يمكن أن تقول المنادي، بيجر.. بدل بيجر منادي، لكن لأن إحنا تأتينا الأشياء والاختراعات بأسمائها فنأخذها بأسمائها و لا نكلف أنفسنا حتى البحث عن المرادف العربي أو المعنى العربي لهذه الكلمة، ولوعرفنا يصير مهجورا، لكن أقول قد يعذر الإنسان باستخدام كلمات أعجمية أما لتفهيم أعجمي أو لأن الكلمة ليس لها مقابل بالعربية معروف عندنا، مع العلم أن اللغة العربية تستوعب ...تستوعب" وسعت كتاب الله لفظا وغاية وما ضقت عن آي به وعظات، فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات " كيف ؟ اللغة العربية أوسع اللغات .. أوسع اللغات تجد الشيء الواحد في اللغة العربية له كذا اسم، الأسد له كذا اسم، مائة، أكثر، أما في اللغة الإنجليزية تجد الكلمة الواحدة لها عدة معاني، وهذا فيه ضعف، أقول هذا ضعف، لما يكون الشيء له أكثر من كلمة هذا يدل على ثراء اللغة أما لما يكون الكلمة الواحدة لها عدة معاني هذا يدل على إيش ؟ الاشتباه ويدل على اللخبطة ويسبب إرباك للسامع، يقصد هذا أم هذا ... نفس الكلمة،... طيب على أية حال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أم خالد هذا سنا ـ باللغة الحبشيةـ....... وأما اعتياد الخطاب ..الآن ابن تيمية يقول لو صارت : استعمال كلمات .. شيء يسير.. كان ما شي الحال، لكن إذا صار شيئا هذه الخطورة، أما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة : للمصري وأهله ـ تصبح اللغة، هذه الأجنبية الأعجمية شعار كلام، هذه لغة مصر من أمصار المسلمين تفرض فرضا مصيبة، هذه مصيبة ـ ، أو لأهل الدارـ ناس أهل بيت يتكلمون بالعجميةـ ، للرجل مع صاحبه، أو لأهل السوق ـ أهل السوق كل لغتهم أعجمية مثلاـ ، أو للأمراء، أو لأهل الديوان، أو لأهل الفقه، يعني إذا صار الحال إلى هذا فلا ريب أن هذا مكروه، فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه كما تقدم، ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام... الصحابة أول ما فتحوا البلاد ماذا فعلوا ؟ ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام و مصر ولغة أهلها رومية ـ لغتهم رومية ـ وأرض العراق و خراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها إيش ؟ بربرية ، عودوا أهل هذه البلاد العربية وهذا من فضل الصحابة والله، أعرفوا حق الصحابة.. فتحوا الأمصار، الآن لغة أهل الشام ومصر إيش؟ العربية، من الذي علمهم؟ الصحابة ..الصحابة، نحن الآن نقتل اللغة العربية في بلاد المسلمين بإشاعتنا اللغات الأجنبية واعتماد اللغات الأجنبية،.... عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم، ثم قال: واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا، وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب، كيف تعرف كلام الله والقرآن؟ يصلح أن تقرأ الفاتحة في الصلاة بالعجمية ... بالإنجليزية تقرأ ؟ ما يصلح، وللعلماء كلام في قضية الإحرام : التلبية بالعجمية والذبح بالعجمية، أنه يجب حتى على العجمي أن يتعلم بسم الله عند الذبح والتلبية باللغة العربية، وما يقيم به الصلاة باللغة العربية، يجب عليه، أما أن يفسر القرآن أومعاني الأحاديث يقرأ بالكلام العجمي .. كلام.. ما في مانع، لكن إذا جاء يذبح يعلم بسم الله ولا يقول إلا هذه الكلمة، والمسألة فيها خلاف و فيها كلام، لكن القضية الآن، العيب الكبير فشو هذه الكلمات بيننا في مجالسنا، وألفاظنا الدارجة صار فيها كثير من الكلمات الأعجمية: هات الجلاس وأكلنا جام، وحتى عندما يعني في الشركات يعني ترى ...و بعض الجامعات تجد يعني كلام عجيب، شيء تتقزز منه النفوس وتستك منه الأسماع وهو يعرف ..يعرف المقابل، لكن ما أدري هو يريد أن يبين أنه عالم بلغة القوم، أو يرى أن الكلام نصفه بالعربية ونصفه بالإنجليزية يدل على تقدم ورقي وحضارة، أرجع للكنتركت والمسألة فيها كونفيوشن، يعني ليش؟ يعني هناك..هناك.. ما أدري ماذا نسميه؟ على أية حال هذا واحد من الإخوان اتصل على غرفة من غرف الطلاب في الجامعة، يحدثني بالقصة يقول: قلت له أريد فلان من الغرفة كذا، هذا عربي هذا الطالب، و الذي يتكلم معه عربي، رجع قال له: نو بودي، طيب لماذا ؟...لماذا يقولون هذا ؟ فالمسألة إذا ... المسألة... أنا أقول هزيمة نفسية، أنا أقول هزيمة نفسية ما في شك.[/rtl]
[rtl] وكذلك من أدب الحديث والنقاش عدم رفع الأصوات وخصوصا في المساجد فإن بعض الناس لا يأبهون لحرمة المساجد، وكذلك عدم تكليم المبتدع والعاصي المصر وهجره، عكس هجر المسلم، هجر المسلم حرام وهجر المبتدع العاصي واجب، كما فعل ابن عمر أو كما فعل عبد الله بن مغفل رضي الله عنه: رأى رجلا يخذف، يضع الحصى بين إصبعيه ويرمي ـ يخذف ـ فقال له : لا تخذف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف أو كان يكره الخذف وقال أنه لا يصاد به صيد و لا ينكأ به عدو ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين، ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف لا أكلمك كذا وكذا .[/rtl]
[rtl] ومن أحكام الكلام والمحادثة أيضا مخاطبة المصلي وهو يصلي، ما حكمه في الشريعة؟ إذا دعت الحاجة لمخاطبة الإنسان وهو يصلي في الصلاة فإنه يجوز ذلك، لكن أين يقف المخاطب المتكلم؟ روى الإمام البخاري رحمه الله في حديث أم سلمة لما رأت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين بعد العصر وعندها ضيوف، قالت ثم رأيته يصليهما ـ يعني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهي عنهما، عن صلاة الركعتين بعد العصرـ ثم رأيته يصليهما، خشيت أم سلمة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم نسى، فأرادت أن تذكره، دعت الحاجة، هي مشغولة بالضيوف، ماذا فعلت؟ .... قالت : ثم دخل علي وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقولي له،... الآن النبي عليه الصلاة والسلام يصلي، قالت للجارية قومي بجنبه فقولي له تقول لك أم سلمة: يا رسول الله سمعتك تنهي عن هاتين ـ يعني الركعتين بعد العصرـ وأراك تصليهما، فإن أشار بيده ـ معناها انصرفي ـ فإن أشار بيده فاستأخري عنه، ففعلت الجارية ذهبت بجانب النبي عليه الصلاة والسلام وقالت يا رسول الله تقول لك أم سلمة: يا رسول الله سمعتك تنهي عن هاتين وأراك تصليهما فأشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده فاستأخرت عنه ـ الجارية ـ فلما انصرف قال يا بنت أبي أميةـ يخاطب زوجته عليه الصلاة والسلام ـ سألتي عن الركعتين بعد العصر وإنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان يعني هاتان إيش؟ قضاء سنة الظهر البعدية، شغله الوفد عنهما فقضاها بعد العصر، فإذا ما هو قصد يصلي بعد العصر و إنما كانت قضاء لسنة الظهر، إذا هل يجوز مخاطبة المصلي وهو يصلي؟ نعم عند الحاجة، أين يقف المتكلم أمام المصلي أم وراءه؟ بجانبه حتى لا يشوش عليه، لو وقف أمامه وتكلم ربما ينظر إليه ولو وقف وراءه يتشوش .. مصدر الكلام، يقف بجانبه إذا هذا الفقه، لو احتجت أن تكلم.. افرض أنك أنت الآن تريد أن تغادر بيتك مضطر ولابد أن تخبر إنسانا بكلام ـ ووجدته يصلي ـ تقول: الحق بي إلى مكان كذا، وجدته يصلي ماذا تفعل؟ ممكن تترك ورقة ممكن كذا، لكن لو خشيت ما يراها، لابد أن تتكلم الآن وتمشي، تقف بجانبه، تقول: الحق بي إلى مكان كذا وتمشي، قال البخاري رحمه الله: باب إذا كلم و هو يصلي فأشار بيده واستمع.[/rtl]
[rtl] طيب ومن آداب المحادثة ـ الكلام والمحادثة ـ الكلام مع الأهل يعني مخاطبة الزوجة وملاطفتها كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل في السفر وهذا من حسن عشرته،..... عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نساءه فطارت القرعة ـ هذه قصة لطيفة ـ لعائشة و حفصة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وانظر ـ يعني كيف كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام ـ