, موقع طلبات الزواج , تعارف الجزائريين , طلبات الزواج للجزائريين , أرقام هواتف , اميلات بنات ,صور الحب , , ازياء و اناقة , نتائج التعليم , وظائف , زواج و تعارف ,مسلسلات تركية , رومانسية, الثقافة الجنسية ,طلبات الزواج للعرب
موضوع: بمناسبة نزول الغيث الجمعة 27 سبتمبر 2013 - 14:39
الحمد لله رب العالمين .. خلق اللوح والقلم.. وخلق الخلق من عدم.. ودبر الأرزاق والآجال بالمقادير وحكم.. وجمل الليل بالنجوم في الظُلَمّ.... الحمد لله رب العالمين.. الذي علا فقهر.. ومَلَكَ فقدر.. وعفا فغفر.. وعلِمَ وستر.. وهزَمَ ونصر.. وخلق ونشر. اللهم صلى على نبينا مُحمد.. صاحب الكتاب الأبقى.. والقلب الأتقى.. والثوب الأنقى.. خير من هلل ولبى.. وأفضل من طاف وسعى.. وأعظم من سبح ربهُ الأعلى. اللهم صلى على نبينا مُحمد.. جاع فصبر.. وربط على بطنه الحجر.. ثم أعُطى فشكر.. وجاهد وانتصر ... وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني أخواتي مرحبا بكم
بمناسبة نزول الغيث
الحمد لله الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد، يري عباده قدرته ويبدي لطفه وهو الواسع المجيد، أحمده - سبحانه - وأشكره وقد تأذن لشاكريه بالمزيد، وأشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين وخاتم الأنبياء والمرسين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلم تسليمًا..
أما بعد:
فيقولى الله وهو أصدق القائلين: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، عباد الله.. إن العاقل يتفكر في خلق الله - تبارك وتعالى - وما يجريه في هذا الكون ويعتبر بحكمة الحكيم العليم، فإن التفكر والاعتبار يورثان العبد إيمانًا بعظمة الواحد القهار، ولا يدرك ذلك إلا ذوو الألباب والأبصار؛ لأن الله - تعالى - يقول: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44]، وقال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22]، قال ابن عباس عند تفسير هذه الآية: يعني بالرزق المطر وما توعدون يعني به الجنة. فإذا تفكرنا في قدرة الله - تعالى - ورأينا الأرض يابسة قاحلة خاشعة، وهي مصدر معيشتنا الرئيسي، ورأينا البهائم عجافًا لا در فيها ولا نماء، وهي المصدر الثاني لمعيشتنا، عند ذلك يفتن الناس بما لديهم من الأقوات ويحتفظون بها وتغلو في نفوسهم، وتُخلى منها الأسواق، ويكثر طالبها، فهذا معنى القنوط الذي ذكره الله في كتابه، عند ذلك يترك الله الغيث ويحي به الأرض بعد موتها فيختلط به نباتها مما يأكل الناس والأنعام فتكثر الأرزاق وتلين القلوب ويعم الرخاء بسبب هذا الغيث الذي أنزله الله على هذه الأرض، ومن وحكمته - تبارك وتعالى - أن صرفه بين عباده وقسمه بمقتضى عدله ومراده، فجعل هذا الجزء من العمارة يمطر وتكثر خيراته في فصل الربيع، والجزء الثاني يمطر في فصل الخريف، والثالث في فصل الشتاء قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا ﴾ [الإسراء: 41] فالله - تعالى - يجعل هذا التوزيع للتذكرة والاعتبار لا لمجرد العادة أو قلة فيما عنده، فإنه لما أراد إهلاك قوم نوح بالطوفان وهو كثرة الماء أمر السماء أن تمطر وأمر الأرض أن تفور بالماء في لحظة واحدة فالتقى ماء السماء بماء الأرض حتى غطى الجبال وأهلك الله به جميع ما في الأرض إلا من حمله نوح معه في السفينة، قال ابن عباس - رضي الله عنهما - لم تمطر السماء قبل ذلك اليوم ولا بعده إلا من السحاب، أما ذلك اليوم ولحكمة يعلمها - سبحانه - فتح الله فيها أبواب السماء بماء منهمر أي منصب انصبابًا شديدًا من غير سحاب.
عباد الله:
جرت عادة الله - تبارك وتعالى - أن جعل الغيث رحمة لعباده وسببًا لتواجد الأرزاق في الأرض التي يصيبها، وجعل قلته سببًا لقلة الأرزاق في الأرض التي لا يصيبها، فاسألوه - تعالى - أن يغيث أرضكم بقطره وقلوبكم بذكره وشكره وأن يجعل ما أنزله في أرضكم قوة لكم على طاعته وأن يعم به بلاد المسلمين وأن ليجعله نازلًا بالبركة والرخاء ولا يجعله عذابًا ونكالًا كما أهلك به قوم نوح وعذب به بني إسرائيل، يقول سبحانه: ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ ﴾ [الأعراف: 133]، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: هو كثرة الأمطار التي أغرقت الحروث والزروع والثمار، ولذلك كان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى السحاب في الآفاق، تغير وجهه خشية أن يكون فيه عذاب، قالت عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله إذا رأى غيمًا أو ريحًا عرف في وجهه، قلت: يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: (يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب)[1].
وقالت - رضي الله عنها -: إذا تخيلت السماء تغير لون رسول الله وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه فعرفت ذلك في وجهه، قالت عائشة فسألته فقال: يا عائشة لعله كما قال قوم عاد ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ [الأحقاف: 24] وقال الله: ﴿ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ﴾ [الأحقاف: 24، 25]. أخرج الطبراني في الكبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرًا)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة فيصبح القوم فيقولون من صعق البارحة فيقولون فلان وفلان)[2]. وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع الرعد والصواعق قال: (اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك)[3] وعن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: سبحان الله الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ثم يقول إن هذا لَوَعِيْد شديد لأهل الأرض)[4]. فعليكم يا عباد الله بالأخذ بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعدوا في الدنيا والآخرة، وإياكم والإصغاء لأقوال الملحدين والمنكرين لقدرة الجبار الذين يقولون في صوت الرعد ووميض البرق إنهما تفاعل من السحاب، وإن السحاب يتكون من كذا وكذا والمطر من البحار تعنتًا فيما لا يعنيهم وتحديًا لأمر القادر القهار الذي إذا أراد شيئًا قال له كن فما تبلغ الكاف النون إلا وقد كان، جعلني الله وإياكم من المتمسكين بالكتاب، ومن الفائزين يوم العرض والحساب إنه كريم تواب.
عباد الله:
كان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - إذا أمطرت السماء حسر ثوبه عن ظهره حتى يصيبه المطر، فقيل له: لم تصنع هذا؟ فقال: حديث عهد بربه عز وجل[5]. أي أنه جاء من عند ربنا في وقت قريب، وكان إذا رأى المطر قال (صيبًا نافعًا)[6].
وكان - صلى الله عليه وسلم - يحذر أصحابه من أفعال الجاهلية الذين ينسبون المطر إلى الأنواء أي إلى النجوم يقولون مطرزة بنوء كذا وكذا ويراد به الطالع من النجوم بالمشرق فأكذبهم الله - تعالى- بقوله: ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ [الواقعة: 82]، أي تجعلون بدل شكركم الله على ما أنزله عليكم من الشر الذي به حياتكم أنكم تكذبون وتقولون مطرنا بنوء كذا وكذا أي بالنجم الفلاني، روى أبومالك الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم والنياحة)[7].
قال زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل - أي على أثر مطر نزل من السماء بالليل - فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسولنا أعلم قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن به وكافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب[8]. فاحذروا يا عباد الله أن تقعوا في الكفر بالله وأنتم لا تشعرون بنسبتكم المطر إلى النجوم أي إلى الفصول والبروج؛ فإن رب المطر هو الذي خلق النجوم وهو الذي سيرها في مواقعها من السماء بقدرته، ولا تغتروا - عباد الله - بما فتح الله عليكم من الدنيا وجاءتكم الأرزاق والأقوات من كل حدب وصوب من أطراف الدنيا فتغفلون عن شكر الله ولا تعرفون قدر نعمة الله التي هي المطر فإن الله - تعالى - يقول: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22]، والسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة ولا زادًا وإنما جعل الله رزقكم بسبب المطر الذي ينزله من السماء فيحيي به الأرض فتنتج الزرع وتنمو النعم أي البهائم وتكثر الخيرات، ولا تنسوا أيها المسلمون أن أقواتكم وأعلاف بهائمكم وما تلبسونه يأتيكم من غير بلادكم ومن صنع وإنتاج أعدائكم ليمتصوا به ثرواتكم والله أعلم هل هذا من سعادتكم أم لشقائكم؟! والأحرى أنه ليس من علامة السعادة لما تلبسنا به من التقصير فيما خلقنا الله له من العبادة، فإن الذي سخر لكم أعداءكم باستخراج كنوز بلادكم وجلب أقواتكم من أطراف الدنيا إلى بلادكم هو الذي يقول: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44]. أي إذا نسي العباد ما خلقهم الله لأجله من العبادة وجعلوه وراء ظهورهم ولم يرد على بالهم ما توعد به العصاة من حلول النكبات والمصائب المزعجات وتسليط الأعداء في الدنيا والعذاب في الآخرة فتح الله عليهم الدنيا مكرًا به، فإذا فرحوا واغتبطوا بها جاءهم عذاب الله بغتة أي فجأة لم يحسبوا لها أي حساب، فاتقوا الله أيها المسلمون ولا تقابلوا نعمه والكفر بها فيحل بكم عذابه في صباح أو مساء.
والحمد لله رب العالمين.
[1] صحيح البخاري (4829). [2] المستدرك (8373).
[3] المستدرك (7772).
[4] سنن البيهقي الكبرى (6263). [5] المستدرك (7768). [6] صحيح البخاري (985). [7] مسلم (934). [8] مسلم (71).