, موقع طلبات الزواج , تعارف الجزائريين , طلبات الزواج للجزائريين , أرقام هواتف , اميلات بنات ,صور الحب , , ازياء و اناقة , نتائج التعليم , وظائف , زواج و تعارف ,مسلسلات تركية , رومانسية, الثقافة الجنسية ,طلبات الزواج للعرب
موضوع: التحذير من تشميت الأعداء بالإسلام الجمعة 27 سبتمبر 2013 - 14:38
الحمد لله رب العالمين .. خلق اللوح والقلم.. وخلق الخلق من عدم.. ودبر الأرزاق والآجال بالمقادير وحكم.. وجمل الليل بالنجوم في الظُلَمّ.... الحمد لله رب العالمين.. الذي علا فقهر.. ومَلَكَ فقدر.. وعفا فغفر.. وعلِمَ وستر.. وهزَمَ ونصر.. وخلق ونشر. اللهم صلى على نبينا مُحمد.. صاحب الكتاب الأبقى.. والقلب الأتقى.. والثوب الأنقى.. خير من هلل ولبى.. وأفضل من طاف وسعى.. وأعظم من سبح ربهُ الأعلى. اللهم صلى على نبينا مُحمد.. جاع فصبر.. وربط على بطنه الحجر.. ثم أعُطى فشكر.. وجاهد وانتصر ... وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني أخواتي مرحبا بكم
التحذير من تشميت الأعداء بالإسلام
الحمد لله الذي أعزَّنا بالإسلام، وفضَّلنا على سائر الأمم، وأشهد أن لا إله إلا الله، كتب العزة لمن تمسَّك بدينه، والتزم بكتابه، ونفَّذ شريعته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله جاء بالهدى ودين الحق، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبيك محمد الداعي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم، وارضَ اللهم عن أصحابه الذين آمنوا به، واتَّبعوا النور الذي أُنزِل معه أولئك هم المؤمنون حقًّا، لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم.
فيا أيها المسلمون:
اتقوا الله تعالى الذي أوجدكم بعد العدم؛ لتَعيشوا في هذه الحياة الدنيا خاضعين أذلاء لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى، الذي خلقكم؛ لتُفرِدوه بالعبادة، وتَنقادوا له بالطاعة، وتُحبوا فيه وتُبغِضوا وتعادوا من أجله، وتوالوا من أجله كذلك، اتقوا الله تعالى، اتقوا من أسلمتُم وجوهكم إليه، وأحسِنوا العبادة بين يديه؛ فقد ادَّخر لكم الأجرَ والثواب، وأمَّنكم من الخوف ومن الحزن على ما حلَّ وأصاب؛ ﴿ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 112].
اتقوا الله - عز وجل - واشكروه على نعمه، واستزيدوا من فضله، فقد وعد الشاكرين بالمزيد، والكافرين بالعذاب الشديد؛ قال تعالى وقولُه الحق: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
فلا نعمة أتم، ولا أجلّ، ولا أكبر، مما نحن فيه من نعمة الإسلام، رزقنا الله اتباع سيد الأنام، فيما شرَع من حلال وحرام، وعبادات وأحكام؛ قال - جل ثناؤه -: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125]، كيف لا يكون أحسن الأديان؟! وقد كمَّله الله لجميع الأزمان، ووصفه بالنعمة، ورضيه لنا طريقًا ومنهجًا؟ ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
عباد الله، لهذه الأوصافِ ولغيرها - إذ لا تُحصى فوائد الإسلام، ونعمه العِظام - صارت لكم الدول الكافرة حاسدين، فحاوَلوا أن يَشُنوا الحملات المتتابعات، فلن يرضوا حتى يَردُّوكم عن دينكم.
وهذه المحاولات بدأت منذ فجر الرسالة، وهي مستمرة إلى الآن، وستبقى حتى يقوم الناس لرب العالمين؛ قال الله تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109]، كيف لا يَحسُدوننا وقد ظهر عليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- فألقى الله تعالى الرعبَ في قلوبهم مسيرة شهر للسائرين؟! كيف لا يَحسُدون وقد امتدت الفتوحات الإسلامية غربًا إلى فرنسا، وشرقًا إلى الصين؟! وما ذلك إلا لتصديق الفاتحين والمجاهدين لما جاء به سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- وما ذلك إلا لوجود تمسُّك المسلم من أعماق قلبه صدقًا وإخلاصًا بتعاليم دينه، وإن الإسلام قد خلَط لحمه ودمه، وصبَغ قوله وعمله؛ ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴾ [البقرة: 138].
إن واجب المسلم أن يقوم دائمًا على أمر الله فيُنفِّذ تعاليمه، ولا يُشمِّت بالمسلمين أعداءهم، ولا يَزهَد بإسلامه وعقيدته، بل يشعر أنه محسوب على الإسلام والمسلمين، يعرف أن الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، يعرف أن للإسلام أركانًا ومكمِّلات، فيُحافظ على الأركان عن هدْم البناء، وعلى الواجبات والمستحبات لقطع طمَعِ الأعداء، ويُقدِّم نفسه فداء لدينه.
فقد قيل: إن عبدالله بن حذافة السهمي - رضي الله عنه - أَسَره الروم، فحبسه طاغيتُهم في بيت فيه ماء ممزوج بالخمر ولحم خنزير مشوي؛ ليأكل منه ويشرب الخمر، وتركه ثلاثة أيام، فلم يفعل، ثم أخرجوه خَشية موته، فقال: والله لقد كان الله أحلَّه لي؛ لأني مُضطر، ولكن لم أكن أشمِّتكم بدين الإسلام.
فليراجِع كلٌّ منا نفسه وسيرته وتطبيقه للإسلام في أقواله وأفعاله، أين هو من هؤلاء الأصفياء؟ وبعد المراجعة للنفس يتحرَّك الإنسان إن كان خاملاً، ويزداد إيمانُه إيمانًا إن كان متمسكًا كاملاً.
عباد الله، إن عداوة الكفار الموجودة على وقت الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي موجودة الآن، وإن المحاولات تِلو المحاولات تُدبَّر؛ لصدِّكم وإخراجكم عن إسلامكم ودينكم، وقَطْع الصلة بينكم وبين ربكم، وحينما يقع ذلك فالعمل حابط، والخلود في النار لمن مات على الردة مقضي به حتمًا.
أيها المسلمون، إن كل ضَعْف في المسلمين يَفرح به الأعداء، سواء في أبدانهم أم في دنياهم أم في أعمالهم؛ فهذا جاسوسهم يأتي إلى بعض البُلدان الإسلامية، ويرجع باكيًا حزينًا؛ حينما يرى صبيًّا من المسلمين يتعلَّم الرماية، ويأتي مرة أخرى فيعود إلى أهله فرحًا مسرورًا؛ حينما وجد رجلاً من المسلمين سقط خاتم محبوبته في الساحل فهو يبكي؛ لأنها أجبرتْه على إخراجه، فالعدو في غاية الفرح والسرور مما شاهده على هذا الرجل من بكاء؛ خوفًا من محبوبته وحزنًا على خاتمها؛ لأنه عرف قِصَر نظره، وضعْف همته، وأثَر هذا في المجتمع الإسلامي، فما بالك أيها المسلم، حينما يراك الأعداء في وقتنا هذا، وقد تساهلتَ في أمور إسلامك عقيدة وقولاً وعملاً، وأخذتَ في تشجيعهم وتحسين أقوالهم؟! ما بالك إذا رأوا أحدًا من المسلمين لا همَّ له إلا التمادي في المجون والخلاعات: مَن سُكْر وقمار وعكوف على ألحان الطرب والمزمار؟! وما بالك أذا رأوا تاجر المسلمين لا يبالي من أين يكتسب المال: أمن حلال أو حرام؟! ولا يبالي بما استورده للمسلمين: أكان به عونًا على البرِّ والتقوى، أم كان به عونًا على الإثم والعدوان؟!
وما بالك أيها المسلم، إذا رأى الأعداء المسلمين غير متنزِّهين عن الربا وسفاسف الأخلاق! وإذا رأوا أنه لا فَرْق بين المرأة المسلمة والمرأة في أوربا؟
فهل ذلك يُفرِحهم أو يُحزِنهم؟! وهل ذلك المسلم الذي أساء إلى مجتمعه الإسلامي وإخوانه المسلمين، وشمَّت الأعداء بالإسلام، استفاد منهم أمرًا دنيويًّا، أو أنه سيستفيد أمرًا أخرويًّا، أو أنه يَنصُرهم ويَشُد أزرَهم من حيث يشعر أو لا يشعر؟!
فاتقِ الله يا أخي المسلم، ولا تَنصُر الأعداء بالتنكر لإسلامك وتعاليمه وهدي رسولك -صلى الله عليه وسلم- اتقِ الله، ولا تُعْط لعدوك وعدو دينك فرصًة ليستغل - لا قدَّر الله - فيك ضعْفَ إرادتك، إن ربك - يا أخي - لا تنفعه طاعتك ولا تضره معصيتك، ولكنه القائل: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.