, موقع طلبات الزواج , تعارف الجزائريين , طلبات الزواج للجزائريين , أرقام هواتف , اميلات بنات ,صور الحب , , ازياء و اناقة , نتائج التعليم , وظائف , زواج و تعارف ,مسلسلات تركية , رومانسية, الثقافة الجنسية ,طلبات الزواج للعرب
كانت ليلة قمرية مضيئة..وكان الهواء عليلا يداعب الروح فينطلق بها الى عالم الاحلام..تقلبت ليلى في فراشها للمرة الالف فهي غير قادرة على النوم..رغم انها منذ ساعات تصارع هذا الأرق اللذيذ الذي يسيطر عليها..نظرت حولها الى اختيها اللتين تغطان في نوم عميق, ابتسمت وهي تشعر ان موعد فراقها عنهن اقترب كثيرا..راحت تسمع صوت شخير اختها الصغيرة ..ذلك الصوت المزعج الذي لطالما ازعجها الآن يبدو غير..تشعر انها ستفتقده.. تذكرت يوم غد..ذلك اليوم الذي انتظرته منذ زمن طويل..تذكرت أيام الجامعه..اول يوم التقت فيه بأحمد في المكتبة.. يا الله!! لقد كان حبا من أول نظرة..مرت سنوات وهما على علاقة ..كثيرا ما اعتقدت في لحظات شجار معه انها لن تجتمع به..كثيرا ما بكت وتألمت لأنه لم يتصل او لأنه غضبان..ابتسمت وهي تحتضن وسادتها وكأنها تريد ان تعتصر منها النوم..لا تريد ان تستيقظ في الغد وعيونها منتفخة..لا تريد ان تبدو شاحبة يوم خطوبتها من حبيب قلبها.. كلما تذكرت ان يوم غد هو يوم الخطوبة تشعر بقلبها يخفق بسرعه لا متناهية... في لحظة تذكرت كيف امضت الفترة الاخيرة وهي تأنبه وتعاتبه لأنه تأخر في المجيء للخطبة..تذكرت كم قست عليه وهي تتهمه بأنه فقط يتلكك بالظروف كي لا يـأت بل حتى انها ولفترة شكت انه لا يريد ان يتزوج بها..فهما يعرفان بعض منذ أربع سنوات ولم يُقدم على اي خطوة...فلطالما كانت هذه الجدلية سببا لشجاراتهما ...تذكرت ليلى كل هذه الاحداث..فجأة شعرت بضيق في صدرها, لعله وخز الضمير!! شعرت انها قست على أحمد كثيرا حين كانت تتهمه بالتملص من المسؤولية وهو لم يكن ينوي الا الحلال بدليل انه آت مع أهله غدا..مدت يدها الى هاتفها المحمول فهي تشعر برغبة ملحة في سماع صوته..تشعر برغبة قوية في الاعتذار من حبيبها عن كل لحظة نكد جعلته يعيشها..ضغطت على زر اعادة الرقم فقد كان طبعا اخر شخص اتصلت به اليوم بل كان الشخص الوحيد الذي تتصل به ..كان قلبها يخفق بسرعه كأنها ستكلم هذا الشاب الذي تحبه لأول مرة..لكن للأسف وجدت هاتفه مغلق..حاولت كثيرا على امل انها مشكله بالتغطية لكن الهاتف كان مغلق..انتفضت من فراشها منزعجة ..فتحت الشرفة بهدوء كي لا تُزعج أختيها وخرجت قليلا ..كان الهواء عليلا..والهدوء يسيطر على الشوارع..شعور آخّاذ ..احساس السعادة التي ينبض بها القلب وهذا الهدوء والنسيم العليل يجعلان الروح تنفصل عن الجسد وترقص في هذا الفضاء الجميل تحت ضوء القمر..ولم تستيقض من حلمها هذا الا على صوت اختها وهي تقول لها : ما بها عروسنا؟ ما جاها نووم؟؟ شعرت بالخجل فسارعت لفراشها وغطت وجهها المحمرّ خجلا وبعد مدة قصيرة غطت في النوم... جاء الصباح ووصل اليوم الموعود..استيقضت ليلى مبكرا ككل افراد البيت..سيطرت حركة متسارعة على الاخوات وعلى الام فهن تتفقدن كل شيء..من نظافة الجدران الى لمعان الأرضية..تناسق الوان الافرشة بالصالون..أما عروسنا الجميلة فقد كانت أكثرهن حرصا على كل هذا دون ان تفارق عيونها الساعة الجدارية للحظة وكأنها في صراع مع الوقت..انتهت الفتيات من توظيب كل شيء.. والآن حان وقت توظيب العروسة..دخلت ليلى للحمام لتأخذ دوش خفيف وكادت تخرج بالصابون حين دقت عليها اختها الباب قائلة اسرعي احمد يطلبك على الهاتف.. ردت عليه اختها مازحة: ما بك يا عمّ ؟! هل انت متلهف من الآن... والمدهش انه لم يتجاوب معها ظل فقط يكلمها ببرود: من فضلك هلاّ تمررين لي ليلى؟ ابتسمت الأخت واعتبرته اضطراب عرسان وحسب..قالت له : يا سيدي عروسك تستعد الآن اعد طلبها بعد قليل..وقبل ان تكمل كلامها خطفت ليلى الهاتف بلهفة من يد اختها وهي تقطر بالماء وسارعت لغرفتها واغلقت الباب واخواتها وصديقتها التي وصلت لتوها تضحكن عليها وعلى عريسها المتلهف.. بعد مدة خرجت ليلى بخطى متثاقلة وما كادت الفتيات تريهن حتى التففن حولها تبغين معرفة ما أراده العريس..لكنهن لاحظن ان ليلى بدت شاحبة وبالكاد هي قادرة على حمل نفسها بل حتى انها كادت تسقط لولا ان امسكتها صديقتها بقوة..وفي لمح البصر انقلب جو السعادة الذي كان يغمر البيت الى جو كله قلق واضطراب.. كلهم التفوا حولها وراحوا يغرقونها بالاسئلة: ماذا حدث؟ ما الذي قاله لكي؟....انفجرت ليلى باكية فسكت الجميع بذهول ثم مدت هاتفها لأختها واشارت لها بأن تضغط تسجيل أخر مكالمة..فليلى كانت مؤخرا تسجل مكالماتها مع أحمد كي تبقى كذكريات جميلة بعد الزواج.. المهم ضغطت الأخت الزر وسكت الجميع كي يسمعوا الحوار الذي قلب الدنيا وكان ما يلي: ليلى: ألو حبيبي كيييييفك؟ اخبرني متى ستصلون؟ هل تدري لقد.... فقاطعها أحمد قائلا:ليلى ممكن تسمعيني من فضلك ليلى :طبعا حبيبي لكن اخبرني اولا على اي ساعه ستصلون انا بالكاد جهزت... فقاطعها احمد ثانية لكن هذه المرة بلهجة اكثر زجرا: ليلى من فضلك دعيني اتكلم.. فسكتت ليلى وقد شعرت ان هناك خطب ما..تنهد أحمد تنهيدة طويلة ثم قال لها.. أسف يا ليلى نحن لن نأت اليوم فقاطعته المسكينة: لابأس حبيبي افهم ان لديكم ظروف ما... طيب متى ستأتون؟..سكت قليلا ثم رد وفي صوته حشرجة كأنما يبتلع دموعه:أنا لن آت ابدا..فاليوم صباحا قالت لي امي انها ضد هذا الزواج وانها ستتبرأ مني ان عاندتها وتزوجتك فقالت ليلى باكية: ولكن لماذا؟ ثم لما لم تعارض قبلا.. فرد عليها احمد بصعوبة:أنا...أنا..حسنا صراحة انا لم اخبرها قبل اليوم..وحين اخبرتها صباحا انك ابنة عم كنتنا الاولى أمي عارضت بشدة لما رأته منها من سوء معاملة..وقد تصرفت بخشونة معي وهددتني يا ليلى.... سكت كليهما قليلا..ثم ردت ليلى وقد بدى في صوتها الكثير من الألم:..طيب ما العمل الان؟ كيف نقنعها؟ فقطع أحمد برده عليها كل خيوط الأمل: آسف يا ليلى فوالدتي كانت واضحة ومهما احببتك فصراحة لن احبك بمقدرا ما احبها و مهما سعيت لارضائك فارضاء والدتي اولى وصراحة امي ستخطب لي ابنة عمي الاسبوع القادم لذا افضّل ان تسمعيها مني لا من غيري كي لا تقولي اني خدعتك..وخيم سكوت لحظي ثم بادرها قائلا اسف فعلا ليلى ويا ريت تبلغي اسفي لكل العائلة...وقفل الخط وانتهى هذا الحوار المشؤوم الذي دمّر أحلام هذه الفتاة العاشقة...وخيم السكون والحزن على جميع افراد هذه الاسرة التي تحولت فرحتها الى تعاسة وصدمة ولم يكن يُسمع الاّ انين ليلى وهي تبكي بحرقة في احضان والدتها واخواتها وصديقتها ساكتات غير قادرات حتى على استيعاب الموقف...... جوووو العاشق.