بعد
مرور عام ونصف العام على أطهر ثورة، قامت بالمحروسة قام بها الشباب.. راح
منهم من راح، وبقى منهم المصاب والكفيف ومن أنعم الله عليه بالصحة... رُفعت
هاماتنا إلى السماء ورددنا جميعا فى صوت واحد...ارفع راسك فوق انت مصرى،
ولكن.. بعد العام والنصف تشرذم الجميع... وما أشبه الصورة بيوم أحد حين
خالف الرماة أوامر القائد العظيم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وتركوا
أماكنهم لجمع الغنائم فكانت الهزيمة وكان ما كان من توابع هذه المعركة..

اليوم تفرغ الشباب للتظاهر بعد إحساسهم بالغبن وإحساسهم بأنهم قد دُهسوا
بالأقدام من قبل الشيبان وأهل الحكمة الذين تكالب جميعهم سواء من اتفقنا
معهم أو اختلفنا على السلطة والجاه
معظمهم قد تخطى الستين!! وهو سن الحكمة والنضوج فى كل شىء... على العكس من
الشباب الطموحين المندفعين أصحاب المثل والقيم والعواطف المتأججة التى
تحتاج القدوة والمثل والتوجيه السليم واستهلاك طاقاتهم الجبارة فيما ينفعهم
وينفع به المحروسة..، ولكن هيهات.. فلا حكمة، ولا مثلا ولا قيما ولا مصلحة
عامة اسمى من كل المصالح الشخصية يعترف بها هؤلاء الشيبان .!!

الجميع على الشاشات يمزقون ملابس بعضهم البعض بين مؤيد ومعارض، منهم من
يغير أفكاره فى ثانية، ومنهم من يبيع القضية برمتها نظير دراهم معدودات،
ومنهم من دبت فيه الروح بعد أن توارى خجلا من ثورة عظيمة كشفت المستور
وفضحت العورات ..ولا صوت يعلو فوق صوت الحناجر.. وبالطبع أصحاب الليلة من
الإعلاميين يستغلون الحدث أسوأ استغلال.. ويبتزون المواطن البسيط أسوأ
ابتزاز، فما بين البرنامج التحليلى والآخر برنامج تحليلى ثالث.. ولهث
السادة المهللون بين غرف الاستديوهات حاملين معهم دواليب البدل والكرافتات
من أجل الظهور المميز والشيك ومن أجل أن يحضروا لنا التايهة، ويحللوا لنا
الغامض مما ضاقت عليه عقولنا واستعصى عليه فهمنا ..

فيما مضى قطار الشيبان بين منعطفات الصراع الذى ينتهى بنا إلى كرسى التعاسة
نسوا وتناسوا من قامت الثورة من أجلهم.. وراح الجميع بلا استثناء يستغل كل
أوراقه وكل أسلحته المحرمة أخلاقيا من أجل النيل من الخصم.. وصراحة لا
أدرى.. كيف سيجلس هؤلاء سويا سواء كانوا معارضة أو توافقية بعد استتباب
المواضيع ليتناقشوا مع بعضهم فى مشاكل المحروسة بشعبها التعيس؟.

لا أدرى كيف سيستطيعون تجاوز خلافاتهم وكلهم فى أعمار من المفترض أننا
نستقى منهم الحكمة ونستقى منهم المثل والقيم وهم يتعاركون ويتشاجرون بهذه
الصورة المهينة لنا جميعا كمصريين أبناء وطن واحد... ولا يوجد بينهم من هو
وطنى أكثر من الآخر .. بل كلهم وطنيون ..لكن هناك منهم من هو مكبل بالأغلال
ويتحرك فى نطاق ضيق ومنهم من لا يخشى فى الحق لومة لائم.. ولكنهم جميعا
اتفقوا على شىء واحد ألا وهو إهانة الشعب المصرى.

احمد الله انى ما رشحت هذه الشخصيات
اامل من الله ان يفوز الفريق شفيق فى الدورة القادمة


منقووووول